الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

بحث عن الوورد

عـنــوان الكـتـــــاب      :  مايكروسوفت وورد
لـغــة الكـتــاب            : 
العربيـة
عـدد الصفحـات           : 
13 صفحة
حـجـم المـلــــف          : 
110.88 كيلوبايت
http://www.gulfup.com/?KGNgag

السبت، 20 ديسمبر 2014

اكسل 2007 Exell

تحميل كتاب رائع لتعلم الاكسل و كل المفاهيم الأساسية و المهمة في الاكسل

عـنــوان الكـتـــــاب      :  ميكروسوفت اكسل 2007
لـغــة الكـتــاب            : 
العربيـة
عـدد الصفحـات           : 
29 صفحة
حـجـم المـلــــف          : 
809.5 كيلوبايت
http://www.gulfup.com/?KGNgag

الاثنين، 8 ديسمبر 2014

طرق لا نعرفها للتحسين من آداء جهاز الكمبيوتر

عـنــوان الكـتـــــاب      :  اسرار الويندوز للتحسين من سرعة و آداء جهازك
لـغــة الكـتــاب            : 
العربيـة
عـدد الصفحـات           : 
05 صفحة

حـجـم المـلــــف          : 
209.94 كيلوبايت
http://www.gulfup.com/?KGNgag

الأحد، 7 ديسمبر 2014

أساسيات في الأكسس

تحميل كتاب رائع لتعلم الأكسس و كل المفاهيم الأساسية لتعلم الأكسس
عـنــوان الكـتـــــاب      :  اساسيات في قواعد البيانات أكسس Access
لـغــة الكـتــاب            : 
العربيـة
عـدد الصفحـات           : 
52 صفحة
حـجـم المـلــــف          : 
671.32 كيلوبايت
http://www.gulfup.com/?KGNgag

بعض الخصائص في الويندوز للتحسين من آداء الكمبيوتر


عـنــوان الكـتـــــاب      :  أسرار الويندوز للتحسين من سرعة و آداء جهازك
لـغــة الكـتــاب            : 
العربيـة
عـدد الصفحـات           : 
04 صفحة
حـجـم المـلــــف          :  162.21 كيلوبايت
http://www.gulfup.com/?KGNgag

الجمعة، 5 ديسمبر 2014

أنواع الذاكرة الحية

كتاب عن أنواع الذاكرة RAM بالشرح و مع الصور .
عـنــوان الكـتـــــاب      :  أنواع الرام
لـغــة الكـتــاب            : 
العربيـة
حـجـم المـلــــف          :  415.92 كيلوبايت


http://www.gulfup.com/?KGNgag

الخميس، 4 ديسمبر 2014

العالم الالكتروني ( بحث كامل )





ما هذه الحمى ؟؟؟؟؟ ما سر الحرف E  ، التراسل الالكتروني ، التجارة الالكترونية ، الاعمال الالكترونية ، الحكومة الالكترونية ، التعليم الالكتروني  التدريب الالكتروني ، النشر الالكتروني ، الدليل الالكتروني ، التقاضي الالكتروني ، كل شيء الكتروني ..

اينما اتجهت ثمة حواسيب ووسائل اتصال واجهزة نعرف شيئا منها وكثير لا نعرفه ، انها في الحقيقة واسطة النشاط في عصر الكتروني ، انها ادوات اقتصاد المعرفة وراس المال الفكري  انها وسائل راس مال المعلومات ، تماما كما كانت الالة وحفارات النفط العملاقة سمات عصر راس مال الموجودات - الطاقة ، المادة . وهي وسائل تفرض وجودها وتخترق حياتنا دون استئذان ، ودون ان تتيح لنا فرصة خيارات القبول والرفض ، سيما ان كنا نلحق بالعربة ( التكنولوجيا ) وتجرنا الى ما تستهدي هي به من ملامح الطريق (1) .

" سيكون المحرك الاقتصادي economic engine  للاقتصاد العالمي الجديد مكونا من صناعات الانفوميديا - وهي الحوسبة ، والاتصالات ، والالكترونيات الاستهلاكية . وهذه الصناعات هي اكبر الصناعات العالمية الان وأكثرها دينماكيا ونموا ، حيث بلغ رأس مالها في 1995 اكثر من 3 ترليون دولار . وسيكون عصر الانفوميديا اعظم انطلاقة واضخم تعزيز على مدار تاريخ الاقتصاد العالمي ، خارج نطاق المجال العسكري ، وسيكون محرك التقدم للتكتلات الاقتصادية التجارية العظمة - اسيا وأوروبا وامريكا  - في القرن المقبل (2) .

قد يتصور البعض ان العالم الالكتروني هو الانترنت فقط ، واخرون قد يرونه نظم الحوسبة التي نضطر للتعامل معها في المكتب والمطار والبنك والمؤسسات التي نرتادها وغيرها ، وبعضهم قد يرونه ما نتلقاه من معلومات مالية عبر الهاتف الخلوي او جهاز البيجر ، وبعضهم قد يرونه كل ذلك ، لكنه في الحقيقة ليس ايا من هذه ، وان كانت جميعها وسائله وعناصر تحتل رقعا جغرافيا على خارطته .



             

1- ثورة المعلومات  وتقنية المعلومات



ان اهم مشكلات التعامل مع عصر المعلومات اغفال اطاره التقني العام وحركة التاريخ الذاتية التي ينطوي عليها ، من هنا يعدو مهما ان نتبين موضع مكونات تقنية المعلومات في اطار سياقها الاستخدامي والتارخي معا وفي اطار مفهومها الشامل ، وهو ما ننوي القيام به في هذا الفصل الموجز .

 1-1 في المعلومات ، الاهمية والتدفق :-




نحيا في الوقت الحاضر ، تجليات ثورة التقنية العالية High – technology revolution  ، نحيا عصر التغيير الجذري في نشاطنا وعملنا وحتى تفكيرنا. وقد تمايزت وتباينت رؤية الدراسات والمؤلفات منذ اواسط السبعينات في وصف واقع ومحددات ومستقبل هذا التغيير ، وتباينت التعبيرات المستخدمة للدلالة عليه ، فجرى التعبير عن هذا التغيير الجذري بثورة التقنية العالية ، عصر تقنية المعلومات ، مجتمع المعلومات ، ثورة الحاسوب ، انفجار المعلومات ، مجمع الاتصال دون حدود ، الانفجار التقني الثورة ما بعد الصناعية ، وغيرها الكثير من الاوصاف والتعبيرات الدالة عليه . وجامع هذه الدراسات – أو غالبيتها ، التأكيد على ان العصر الذي نعيش قد دخل ، تحديدا منذ الثمانينات ، مرحلة جديدة ، ابرز ملامحها السيل المتدفق من المعلومات العصية عن الادراك لحجمها وتنوعها وكثافة بثها ، وهو ما استتبع الاتساع والنماء العريض لوسائل التقنية ( التكنولوجيا ) العالية المتصلة بتقنية المعلومات ووسائل الاتصال .

 لقد ثابر الجنس البشري على قياس مدى ما احرزه من تقدم من زاوية التكنولوجيا ، ومنذ فجر التاريخ كان كل عصر يأخذنا قدما على نحو اكثر سرعة من العصر الذي سبقه . فالعصر الحجري ظل قائما لملايين السنين ، الا ان عصور المعادن التي تلته قد دامت لفترة لا تزيد عن خمسة الاف سنة. وقد قامت الثورة الصناعية بين اوائل القرن الثامن عشر واواخر القرن التاسع عشر ، أي انها استغرقت 200 عام على وجه التقريب ، واحتل عصر الكهرباء 40 عاما بداية من اوائل القرن العشرين حتى الحرب العالمية الثانية ،  أما العصر الالكتروني ( عصر الكمبيوتر) فلم يدم سوى 25 عاما بالكاد ، في حين بلغ عصر المعلومات 20 عاما من عمره مع نهاية التسعينات وحان الوقت لاعادة التفكير في عالمنا هذا بدلالة تكنولوجيا اليوم(3)  .

وترتبط المعلومات  Information بمختلف جوانب حياتنا ، وتمثل ركيزة نشاط الإنسان الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي ، تهئ المعرفة بالواقع ومشكلاته وابعاد هذه المشكلات ، وتتيح مكنة اتخاذ القرارات في كل ما يتطلب الوقوف عليه أو مواجهته رد فعل انساني واتخاذ موقف بشانه .

وللمعلومات تعريفات متعددة ، بل وكثيرة ، تتباين فيما بينها تبعا لزاوية الرؤيا ومعيار التعريف وموضوع العلم الذي تعرف في نطاقه ، لهذا وجد للمعلومات تعريفات " فلسفية ومعرفية ودلالية واجرائية ورياضية وادارية " ولا ادل على مدى اهمية المعلومات من اطلاق وصف  " مجتمع المعلومات Information  Society   على مجتمع اليوم ، فالمعلومات كما يرى العالم البريطاني  John Naisbitt   هي " المورد الاستراتيجي في مجتمع اليوم ، لا رأس المال فقط ، وانتاج المعرفة قد اصبح مفتاح الانتاجية والمنافسة والانجاز الاقتصادي " (4) .

ان ادراك المجتمعات لاهمية المعلومات في شتى جوانب حياة الفرد والدولة ، ومختلف مناحي النشاط الانساني ، خلق الدعوة إلى وجوب حماية حق الإنسان في المعلومات عبر اسباغ الحماية على تدفق وانسياب المعلومات والحصول عليها من جهة ، وتوفير الادوات القانونية لمنع الاعتداءات على هذا الحق من جهة اخرى . ان الحق في المعلومات يتخذ موقعه بين طائفة الحقوق المؤسسة على التضامن الاجتماعي بين الافراد ( الجيل الثالث لحقوق الإنسان ) اكثر مما يعتمد على العلاقة بين الفرد والدولة " . ويعتبر الحق في المعلومات وما يتعلق به من حقوق اخرى كالحق في الحياة الخاصة والحق في الملكية الادبية للمعلومات " من اهم صور هذه الحقوق الجديدة .(5).

والمعلومات بازدياد مطرد يصعب تتبعه ، اذ تشير الدراسات الحديثة الى ان السنوات العشر الاخيرة شهدت كما من المعلومات يعادل كافة المعلومات التي انتجتها البشرية على مدى القرون المنصرمة ، بل ان معدل دورة اعادة انتاج معارف البشرية معرض للانخفاض بشكل حاد ، ولا ندري ان كنا سنكون امام واقع تعاد فيه انتاج كافة معارف البشرية في سنة مثلا .  كما ان مصادر الحصول عليها بازدياد ونماء ايضا ، وهذا بدوره – عوضا عما يعكسه من مشكلة رئيسة في الحصول على المعلومات – أساس السعي لايجاد وسائل فاعلة لجمع المعلومات وحفظها وتخزينها واسترجاعها ، أو بمعنى اخر ، المحرك الرئيسي لوجود وتطور وسائل تقنية المعلومات للقيام بهذه المهمات ولمواجهة التسارع الهائل في زيادة مصادر المعلومات المكتوبة الذي يدلل عليه ارتفاع اعداد الدوريات المطبوعة من (10000) في عام 1900 إلى عشرة مليون عام 1985. (6) وقد اتخذت الجهود العلمية في التغلب على مشكلة التزايد اللامحدود في حجم وصعوبات تقصي المعلومات خلال الاعوام الاربعين المنصرمة ، مسارين رئيسيين ، " تمثل ( اولهما) في تركيز العديد من دراسات  علم المعلومات على التحسين والتطوير في عملية فهم طبيعة المعلومات ومكوناتها وكيفية حصرها وتجميعها وتبوبيها وتصنفيها وتحليلها بهدف الاستفادة منها بفعالية عظمى ، وتمثل ( ثانيهما ) في ظهور ورواج مستحدثات تقنية متقدمة للتحكم في المعلومات وتجميعها ومعالجتها واختزانها واسترجاع وتحسين الانتفاع به ، كالحاسبات وتقنيات المصغرات الفلمية والاقراص الليزرية ووسائل الاتصال والائتمار عن بعد ، التي يشكل تزاوجها واندماجها ما يعرف بتكنولوجيا ( تقنية ) المعلومات  Information Technology .

ان المعلومات هي موضوع التقنية العالية ، أو على نحو ادق البيانات الخام ، والمعلومات الناتجة عن معالجة البيانات ، والتي توصف في نطاق الحوسبة بالمعطيات  DATA  ، وهو وصف اكثر دقة باعتبارها بيانات مدخلة         ( تعطى ) للحاسوب لمعالجتها وتقديمها لمتلقيها كمعلومات مخرجة . والمعلومات ( موضوع التقنية العالية ) ، لها قيمة بذاتها ، كتعليمات برامج الحاسوب أو البيانات والمعلومات الشخصية أو المحمية أو السرية لقيمتها الاجتماعية أو السياسية أو العسكرية ، ولها قيمة بما تجسده من اصول واموال كالبيانات المالية .

فمنذ تحول أداة التعامل التجاري من العملات المعدنية إلى الورق النقدي بدأت مسيرة تحول المال إلى معلومات ، فالورقة النقدية ، من أي عملة كانت  ما هي في الحقيقة الا معلومات تتمحور حول التزام الدولة باعادة الدفع لحاملها ، وهي في الحقيقة لا تمثل اية قيمة في ذاتها  وتتمثل قيمتها في الغطاء الذي تملكه الدولة ، اما الشيك كورقة تجارية ، فشأنه شأن غيره من الأوراق التجارية ، يحتوي فقط على معلومات ، وفي حالته فان هذه المعلومات توجه للبنوك لتغيير حسابات العملاء .

والتجارة ، ربيبة المال ومصدره ، " تعتمد في حقيقتها على المعلومات ، المعلومات عن البضائع والخدمات ، والمعلومات عن الاسعار والنقل والشحن والتخزين والمعلومات الخاصة بالدفع " (7) ومنذ فجر تبلور النشاط المصرفي  والتعامل بالمال ، قام هذا النشاط وتطور بالاستناد إلى المعلومات  وما من شك ، ان حركة المال ، وجودا وتعاملا ، في نطاق العمل المصرفي والاستثمار والتسوق والتوزيع والتمويل ، تتأثر بشكل رئيس ، بثورة تقنية المعلومات ، والتغيير الجذري في الوسائل التقنية لمعاجلة البيانات

ان المعلومات لم تعد فقط مادة البحث العلمي ، والتعليم بمراحله ، والتدريب وتاهيل الموظفين   واستراتيجات القيادة والادارة ، وعناصر المنافسة في الانتاج ، وخطط التسويق والاعلان ، واستراتيجات تقديم الخدمات ، بل اصبحت محددة الفعالية والقدرة لكل ذلك وغيره ، فلا عجب اذا ان تصبح الانترنت في ايامنا هذه  مخازن لمليارات ( الصفحات ) من المعلومات والوثائق السياسية والتاريخية والتجارية والثقافية والعلمية والعسكرية والجغرافية والسياحية والقانونية وغير ذلك ، وبيئة لملايين المواقع الخدمية والتجارية وغير الربحية والحكومية والشخصية ، ولا عجب ان يتسابق القاصي والداني الى احتلال موقع ضمن هذه الشبكة ، من الانسان الفرد  الى اعظم مؤسسات علوم الفضاء ، ومن المؤسسات والهيئات الاهلية الى الحكومات والبرلمانات والمنظمات الدولية (8) .  

هذا الكم المتدفق من المعلومات عصي عن الادراك دون وسائل الحفظ والاسترجاع والمعالجة والخزن ، اننا حتما سنغرق في اكوام الورق ان لم يتفتق العقل عن ابداع وسائل حفظ للبيانات والمعلومات بكل صورها ، واننا ايضا سنعجز عن الوصول الى المعلومة التي نريد في اي حقل ان كانت طريقتنا التنقيب في ملايين الصفحات التي تغطي ربما موضوعا واحدا فقط ، من هنا كانت الحاجة الى وسيلة تبويب لهذه المواد ، وتبسيط لعمليات استراجعها ، وتقليص لمساحة حفظها ، وفوق ذلك قدرة وسرعة على تبادلها مع الغير ، ومن هنا كانت ولادة وسائل الحوسبة ووسائل الاتصالات ليخلق دمجهما في مرحلة لاحقة تقنية المعلومات او التقنية العالية التي لما تزل فتوحها العجيبة مجرد افتتاحية لما سياتي .



1-2           في تقنية المعلومات واجنحتها – تحديد عام



التقنية العالية او تقنية المعلومات ، هي النظم الالية او الالكترونية للتعامل مع المعلومات، ادخالا ومعالجة واسترجاعا ونقلا وتبادلا وتفاعلا ، وتشمل وسائل الحوسبة والاتصال وما نتج عن اندماجهما من وسائط تقنية عالية ، ولتصل عمليات الدمج مداها في تركيز كل الانجازات في جهاز واحد ، ومن جديد لا يوجد للتعبير عنه احسن من العودة للجذور ، فيكون هذا الجهاز  نظام الكمبيوتر Computer System .

اذن موضوعات التقنية العالية في الحقيقة موضوعان ، الحوسبة والاتصال ، تم ميلاد ونماء كل منهما في خط مستقل ، ففرضت الحاجة ادماجهما لتحقيق عمليات معالجة البيانات من جهة وتبادلها من جهة اخرى ، وافرز هذا الدمج المفهوم الجديد لتقنية المعلومات .

التقنية العالية  High Technology ، تقنية المعلومات  Information Technology، عصر المعلومات Information Era  ، طريق المعلومات السريع Superhighway Information  ، عصر الاتصال   communication Era  ، عصر التشبيك ( دلالة على تشابك نظم الحوسبة عبر شبكات المعلومات ) ، جميعها وغيرها تعبيرات لعصر الاعتماد على المعلومات كمحدد استراتيجي للاعمال والانتاج والقرار في الدولة الحديثة ، وليس المراد المعلومات بذاتها ، انما القدرة على توفيرها ، ومعالجتها وتخزينها ، وتبويبها ، واستعادتها  ونقلها ، وتبادلها ، والتوثق الشامل من دقتها والافادة منها.

وانجاز ذلك كله لا يتحقق دون اعتماد نظم الحوسبة ( الكمبيوتر ) بمكوناته المادية والمعنوية  فهو يتيح ادخال البيانات ومعالجتها وتخزينها واسترجاعها  لكن هذا الجناح من جناحي التقنية العالية لا يحقق سائر متطلبات عصر المعلومات ، وتحديدا نقلها وتبادلها واتاحة الوصول اليها في كل وقت ، خاصة بالنسبة لقواعد المعلومات ، من هنا تدخلت نظم الاتصال لتحقيق ذلك  فمثلت الاتصالات الجناح الثاني للتقنية العالية حيث اتاحت الربط بين نظم الكمبيوتر المختلفة وقواعد البيانات والانتقال من عهد الحوسبة المغلقة الى الحوسبة المفتوحة او اللامركزية .

لقد كانت الثمرة الحقيقية للدمج بين الحوسبة والاتصالات ، ما يعرف بشبكات المعلومات ، والتي تقع الانترنت في مقدمتها لما تتميز به من شمول وسعة ، لا في المحتوى فقط ، بل بعدد مشتركيها وبروتوكولات تبادل النصوص والمعلومات المعتمدة في بيئتها ، وما تحققه يوما بعد يوم من الدمج الرهيب بين الوسائل المرئية والسمعية ، وسائل الصوت والصورة ، الاداء والحركة ( الوسائط المتعددة ).

ان وسائل الحصول على المعلومة تتجه نحو المطلق في المدى  ، واللامتناهي  في الخيارات لاتاحة توفير المعلومة للراغب بها في كل وقت وفي أي مكان .

ان مفاتيح ادراك المعلومة في عصر المعلومات ، التعامل المجمع والواعي مع عناصر التقنية العالية :- ، الحوسبة ، والاتصالات ، والشبكات ، والوسائط المتعددة . وتاليا تحديد عام لهذه الموضوعات .



1-2-1                  اما الحوسبة او ( الكمترة ) (9)  



فهي النظم الالية لتجميع البيانات ومعالجتها وفق الغرض المقصود من جمعها وتخزينها واتاحة استرجاعها ، وترجع بداياتها الفعلية كاجهزة الكترونية الى ثلاثينات القرن العشرين حيث انطلقت مشاريع تصميم واختراع الحواسيب ضمن اطار المجهود الحربي والسعي للتفوق ، وضمن المشاريع العلمية البحثية الاستراتيجية لجهة توفير اجهزة آلية تكون قادرة على جمع اكبر قدر من المعلومات وتوفيرها لمتخذ القرار  .

والحاسوب او الكمبيوتر بمفهومه الاساسي ، هو الاجهزة المادية والكيانات المنطقية (البرمجيات ) ، وفي الحقيقة يستقل كل قسم منها في وقتنا الحاضر من حيث آليات واستراتيجيات التطوير والانجاز  حتى اصبحنا امام صناعتين متميزتين في حقل الكمبيوتر ، صناعة الاجهزة  (Hardware ) وصناعة البرمجيات ( Software ) واصبحنا ايضا امام قواعد تسويقية وتجارية بل ونظم اجتماعية وثقافية وقانونية تتمايز في ميدان كل قسم من هذين القسمين المكونين لعلم الكمبيوتر:-

 فمن حيث اجهزة الكمبيوتر المادية ( Hardware ) :- فانها تشمل الاجهزة ذات الكيان المادي التي نشاهدها ونصفها بالكمبيوتر ، وهي اجهزة ادخال البيانات ، كلوحة المفاتيح مثلا المشابهة للآلة الكاتبة ، واجهزة معالجة البيانات ، وتتضمن وحدة المعالجة المركزية والروابط الداخلية التي توضع داخل صندوق الكمبيوتر ، واجهزة اخراج المعطيات كالطابعة التي تزودنا بالوثائق المخزنة بشكل مطبوع على الورق ، وهذا اسهل وابسط توصيف لجهاز الكمبيوتر .  وعلى مدى الاعوام الستين المنصرمة تطورت اجهزة الحوسبة تطورا هائلا لا يقابله أي تطور او تسارع في أي انجاز علمي او حضاري آخر ، حتى اصبحت الدقيقة الواحدة في وقتنا تشهد العديد من المنجزات ، فالحواسيب تحولت  اعتبارا من عام 1939 الذي شهد تصميم اول حاسب الكتروني -من أجهزة معقدة  كبيرة الحجم غالية الكلفة ، الى  الحواسيب الميكرونية والى الحاسوب على الشريحة عالية التقنية والشريحة البيولوجية و امكن حمل الحاسوب في الجيب او حتى تصميمه على اداة بالغة الدقة كالقلم إلالكتروني او الزر الإلكتروني .، وتنامت سرعاتها وقدرتها التخزينية ومقدار انجازها من حيث عدد العمليات في الثانية الواحدة بشكل مذهل يتزايد يوميا بما يتطلب المتابعة الحثيثة لتطوير نظم الحواسيب لمواكبة العصر . (10).

اما الكيانات المنطقية او المعنوية - البرمجيات ( Software ) :- فانها الاوامر المرتبة التي تتيح للاجهزة المادية للكمبيوتر القيام بمهامها ، وبدون البرمجيات تصبح الاجهزة المادية مجرد كتل حديدية وبلاستيكية دون فائدة ، وتنقسم البرمجيات بوجه عام الى قسمين :- الاول :-  البرمجيات التشغيلية او برمجيات النظام  Operating or System Programs   وهي التي تتيح لاجزاء الكمبيوتر العمل معا ، وتتيح عمليات التشغيل واغلاق النظام  واشهرها في وقتنا الحاضر برامج ويندوز 95 و98 و2000  ، ونظام التشغيل ( يونكس )  وتعرف بيئة الكمبيوتر وما يتقبله من تطبيقات باسم برنامج التشغيل ( فنقول البرامج العاملة في بيئة ويندوز 95 مثلا ) . اما الثاني :- فيتمثل بالبرمجيات التطبيقية  Application Programs  ، وهي التي يقوم كل منها بمهام محددة في انجاز الاعمال المطلوبة ، ( كبرمجيات  تحرير النصوص ومعالجة الكلمات ، مثل برنامجWord  -وورد 97 ، او برمجيات الجداول المحاسبية مثل Exel اكسل  ، وبرنامج التصميم مثل اوراكيل ، وبرنامج الرسوم - فوتو شوب وغيرها ) . ولم يتوقف التطور في حقل الكمبيوتر عند الكيانات المادية للحواسيب ، بل شهدت الكيانات المنطقية ( البرامج ) تطورا مذهلا ربما هو الاوسع والاسرع - نقلها من اداء المهام الحسابية الى مهام الادارة والتحكم ، وينقلها في وقتنا الحاضر الى مهام اتخاذ القرار كما هو الحال في تقنية برامج الذكاء الصناعي التي تحقق انجازها في اكثر من حقل ولا تزال تخضع للتطوير تمهيدا لاستخدامها التجاري الواسع  .

ان البرمجيات هي الكمبيوتر في وقتنا الحاضر ، والكلف المالية تتصل بها لا بالاجهزة لما تشهده من تطور وتحديث ، وهي موضوع ابداعات العقل الفكري في حقل الكمبيوتر ، ويتنافس المبرمجون على تقديم الابرز والاميز منها ، وهي محل اتفاقيات الترخيص بالاستخدام التي تثير جدلا قانونيا واسعا فيما تفرزه من اشكالات وتحديات قانونية .









1-2-2  الاتصالات  ( Telecommunication   ) :-



وتمثل الاتصالات الجناح الثاني للتقنية العالية ، وهي في وجودها اقدم من الحوسبة ، انطلقت مع اختراغ التلغراف ووسائل ( الابراق ) ومن ثم الهاتف فالطابعات البعدية التي تطورت الى التلكس ، ومرت ضمن مسيرة تطور هائلة انتقلت فيها من الاعتماد على الربط السلكي الى الربط اللاسلكي ، وتطورت الى اعتماد تقنيات الائتمار عن بعد واستغلال الاقمار الصناعية ، وفي ميدان الربط السلكي ذاته انتقلت من الاعتماد على اسلاك النحاس الى الكيابل الضوئية ذات القدرة العالية على التبادل الثنائي للبيانات ونقل كميات هائلة منها في اجزاء من الثانية ، ويشهد وقتنا الحاضر فتوحا جديدة في حقل الاتصالات ، ابرزها قرب الاعتماد على الشبكات الكهربائية لنقل البيانات . وفي حقل التقارب مع الحوسبة كان اهم فتح في حقل الاتصالات الانتقال الى النقل الرقمي للبيانات ، أي تحويل النصوص والصور التناظرية الى وحدات رقمية محمولة عبر وسائل الاتصال ، وفي هذا الحقل  تحققت فتوح متتالية اعتمدت تقنيات مختلفة ، فكانت ولادة الفاكسملي ومن ثم الربط بين الحواسيب وبناء شبكات المعلومات المحلية والاقليمية ومن ثم العالمية التي تمثل الانترنت ابرزها واوسعها على الاطلاق .



1-2-3   الشبكات والوسائط المتعددة



اذن الحوسبة مناط بها ادخال البيانات ومعالجتها وخزنها واعادة استرجاعها ، والاتصالات مناط بها توفير واسطة نقلها وتبادلها ، ولينجز ذلك لا بد من شبكات ، هذه الشبكات بدات من مفهوم الشبكة السلكية احادية النقل في عصر التلغراف ، لتمر عبر تطور هائل استثمر في بناء شبكات الهاتف العامة والشبكات الخاصة والشبكات المنطقية وشبكات المدن والشبكات العالمية ، وليتفتق العقل عن قواعد تتيح نقل البيانات عبر هذه الشبكات ، فنشأت علوم البروتوكولات الاتصالية التي لولاها لما امكننا ان نجلب نصوصا وصورا عبر الانترنت .

والحاجة الى ادراك المعلومة لم يقف عند حد ادراك النص المكتوب ، فكان لا بد من ادراك ملفات الحركة والصور والصوت والفيديو وغيرها ، لتبدأ مسيرة الوسائط المتعددة التي هي في احدث تجلياتها ليست مجرد وسائط للوصول الى الصور والصوت والحركة بل هي وسائل تفاعلية ما بين المعلومة والانسان ، فتحت الطريق امام تقنيات ظنها البشر سحرا ، اذ اتاحت مثلا الافتراض التخيلي او الحقيقة الوهمية او التخيلية او الافتراضية والتي من خلالها ينتقل الانسان الى الوسط الذي يشاهده ويتفاعل مع عناصره واشخاصه ، ولم يعد تبادل المعلومة في عصر الوسائط المتعددة مقتصرا على ايصال واستقبال المعلومة ذاتها ، بل تواصل الافراد معا بالصوت والصورة وحتى بالوجود الافتراضي معا في ذات البيئة .



1-3 الانترنت – ملامح وتطبيقات



ان الانترنت هي اكبر شبكة اتصالات ، انها البديل النظري للعالم الجغرافي ، والانترنت في الواقع ليست شبكة اتصالات تجارية ، كما انها ليست شبكة اتصالات واحدة بالمعنى الحرفي بل هي عدة شبكات اتصالية فردية وجماعية ومجموعة كمبيوترات متناثرة وموزعة في جميع ارجاء العالم مرتبطة معا في كتلة لم يتبلور لها شكل معين حتى الان ، انها اتحاد كونفيدرالي مفكك الاوصال على الرغم من انها لم تبدأ بالاصل كذلك . والانترنت مملوكة لكل الافراد والمؤسسات لكنها ليست مملوكة لاحد ، وليس ثمة جهة ادارة مركزية او تحكم وان كانت دول شمال الغنى سعت وتسعى لتملك ثروة المعلومات وواسطتها الانترنت لتظل مجسدة لمفهوم دول شمال المعلومات في مواجهة جنوب القفر. 

فقد ظهرت الانترنت الى الوجود كثمرة لمشروع حكومي امريكي بدء تنفيذه عام 1960 وتحقق وجوده النهائي عام 1969 وقد سمي ( الاربانت - ARPA net  ) كلفت بتنفيذه وكالة مشروعات البحوث المتقدمة ARPA- Advanced Research Projects Agency  التابعة لوزارة الدفاع الامريكية ومن هنا اكتسبت الشبكة التسمية المشار اليها ، وقد استخدمت في البداية للاغراض المتعلقة بعلوم الكمبيوتر والمشروعات الهندسية المرتبطة بشكل مباشر بالامور العسكرية وقد اصبحت هذه الشبكة رابطة اتصال حيوية فيما بين المتعاونين من اماكن نائية في تنفيذ المشروعات ، لكنها ظلت من الناحية العملية غير معروفة خارج نطاق نشاط وكالة مشروعات البحوث المتقدمة . 

في عام 1989 قررت الحكومة الامريكية وقف تمويل الاربانت ووضعت خطط لانشاء خلف تجاري لها في شكل شبكة تقرر تسميتها الانترنت وقد اشتق الاسم من اسم البروتوكول الاساسي للاتصالات وظل اغلب مشتركي الانترنت من بين العلماء داخل الجامعات والشركات العاملة في صناعة الكمبيوتر الذين استخدموها لتبادل البريد الالكتروني .

والانترنت شبكة الشبكات ، انها ببساطة وسيلة اتصالية عالمية تتيح ربط نظم الحاسوب - سواء مفردة  او نظما مرتبطة ضمن شبكات اصغر محلية او اقليمية او دولية - ببعضها البعض ، اما وجه الابداع في الانترنت فهي ان أي مستخدم لحاسوب مرتبط بها ( أي مرتبط بالشبكة ) يمكنه الوصول الى المعلومات ( ايا كان شكلها ) المخزنة ضمن الحواسيب ونظم التقنية الاخرى والتشارك مع الاخرين في العمل في نفس الوقت ، وان آلية الوصول غير محددة بمسار اتصالي معين ( أي من نقطة الى نقطة كما في الهواتف بوجه عام ) ، وانما بصورة عشوائية بحيث وبمجرد طلب عنوان موقع معلوماتي معين يمكن لحاسوب المشترك ان يصل اليه من أي مدخل اتصالي باعتبار ان كافة المشتركين على شبكة دولية اتصالية واحدة تتكون من مجموع شبكات الاتصال العامة .

والانترنت وسيلة سهلة واسهل بكثير مما يعتقد غير المتعاملين مع التقنية ، لذا يتعين ان لا نخشى نحن مجتمع القانونيين من التعامل معها  والافادة من مزاياها العملية (11) .



 1-3-1  الانترنت - متطلبات الاستخدام وعناوين المواقع  



يلزم لمستخدم الانترنت جهاز كمبيوتر عادي يتضمن من بين تجهيزاته وسيلة ربط بشبكة الاتصال عبر الهاتف ، والوسيلة الشائعة في المرحلة الحالية من تطور التقنية هي ( الموديم ) المشار اليه اعلاه ، وهو اما خارجي او متضمن داخل الكمبيوتر . اضافة الى هذه التجهيزات المادية يتعين ان يتوفر في نظام الكمبيوتر واحد من برمجيات التصفح ، واشهرها متصفحا              ( نتسكيب ) و( اكسبلورر ) وهناك العديد غيرها ، وقد اصبحت المتصفحات متوفرة ضمن نفس نظام التشغيل المزود به الكمبيوتر عند شرائه ومتوفرة ايضا مجانا في العديد من مواقع الانترنت .

فاذا ما توفرت هذه المكونات يلزم ان يشترك المستخدم مع احد مزودي خدمة الانترنت في منطقته ، وهي شركات تعرف بـ ( مزودي خدمات الانترنت )   ISPs- Internet Service Providers  ، تتيح وصول مشتركيها الى كافة الشبكات . ( مع الاشارة ان الاشتراك عبر شركات التزويد ليست الطريقة الوحيدة لدخول شبكة الانترنت لكنها الطريقة الاسهل والاقل كلفة ) .

ومتى ما تحققت هذه العناصر فان المستخدم قادر على الدخول الى الشبكة(12) من خلال استخدام اسمه ( اسم المستخدم User name ) وكلمة السر Password العائدة له  ، وكلاهما يزودان للمستخدم عن طريق الشركة المزودة للخدمة مع قدرته على تغيير كلمة السر متى ما اراد . ومتى ما تحقق الدخول للشبكة يمكن للمستخدم التنقل من موقع الى آخر عن طرق وضع عنوان الموقع في الخانة المخصصة .

اما عن عنوان الموقع ( اسم الموقع - اسم النطاق او اسم الميدان Domain Name  ) ، فهو عادة يتكون اما من ثلاثة اقسام او اربعة اقسام رئيسة  :-

اولها :- ( http://)  الرمز الدال على لغة البروتوكول المستخدم في نقل وتبادل النص وتعني لغة ترميز النصوص الفائقة وهو برتوكول نقل الملفات على شبكة الويب.  اما اشارة ( //: ) فانها تنبه برنامج المتصفح الى ان الكلمات التالية لهذه الاشارة سوف تكون عنوان الموقع الفعلي URL والتي تفصل اقسامه نقاط ( دوت ) ، ولكن عدم ايراده في العنوان لا يؤثر على الوصول للموقع لانه متضمن ضمن النظام

ثانيهما :- ما يمكن تسميته بالمكان العام للموقع  والشائع ان يكون ( الويب ) ويرمز له بالاحرف WWW  كاختصار لعبارة World Wide Web  ، وتعرف الموقع كجزء من الشبكة العالمية ، وهي اختصار لعبارة الويب وهي مجموعة فرعية من الانترنت تستخدم النصوص والرسوم والصوت والفيديو   وبعض المواقع لا توجد في هذا الموضع ( الشبكة ) لكنها الاقل شيوعا .

أما الجزء التالي  فهو حقل الاسم الذي يتم تسجيله من قبل الشخص او الشركة لدى جهات تسجيل اسماء النطاقات ويمثل اسم الموقع المعين وهو شبيه بالاسم التجاري المميز للمؤسسات والاشخاص ( مثلا Arabia on line    او NIC  وهو اختصار ( مركز المعلومات الوطني ) او CNN  وهكذا).

اما الجزء الاخير فهو ما يعرف باسماء النطاقات العليا (اسم النطاق الاعلى ) التي امست مثارا للجدل ، وهي الرمز الدال على صفة او طبيعة الموقع مثل com  للدلالة على الموقع التجاري  ( اختصار لكلمة commercial  ) او org دلالة على مواقع المنظمات ( organization )  او net  دلالة على ان الموقع شبكة ، وتشمل اسماء النطاق الاعلى ايضا  gov وتعني موقعا حكوميا ، وedu  وتعني موقعا تعليميا ، و org  وتعني منظمات او هيئات . ويمكن ان يلحق هذا الجزء جزء اضافي يشير الى البلد ولكل دولة رمز خاص بها ، فبريطانيا مثلا يرمز لها بالرمز UK  ، والاردن JO ، ومصر EG  وهكذا .  

وكما اشرنا فانه يفصل كل جزء عن الاخر في العنوان ( نقطة- Dot ) ، وبالاضافة الى العناصر الرئيسة للعنوان التي تؤدي الى الصفحة الرئيسية في الموقع يمكن ان يتضمن العنوان كلمات اضافية تعبر عن اجزاء الموقع تفصلها عن القسم الرئيس من العنوان اشارة ( / ).



1-3-2  الانترنت - المميزات التقنية



ظل تشبيك اجهزة الحاسوب معا ، بشبكات خاصة ام عبر شبكات الهواتف ، هاجس مبدعي النظم التقنية ، لكن كانت على الدوام عوائق الكلفة ومدى الفعالية ومشكلات توافق انظمة الحواسيب معا والحاجة الى نقل الملفات ومشكلات سعات النقل ومعيقات حركة التبادل  عوامل مثبطة للهمم ، لكنها ايضا كانت وراء التفكير المبدع في بناء الانترنت التي كان عليها ان تتحلى بميزات تكفل اجتياز هذه العقبات ، فكان يتعين ان تقوم فكرة التشبيك عبر الانترنت على توفير قواعد تبادل النصوص والملفات وقدرتها على انجاز هذه المهنة ، وتوفير نموذج مالي مقبول ما دام الخيار استغلال الشبكات الهاتفية ، نموذجا يتيح الخروج من مأزق الكلف الباهظة مقابل استغلال شبكات الاتصال التي تؤدى بدلات استخدامها تبعا لوقت الاستعمال والمسافة.

ان الوضع المتفرد للانترنت ينشأ عن عدة عناصر ، اولها البروتوكولات الاتصالية  وهي مجموعة قواعد تحدد الطريق التي تتصل بها الة بأخرى ، والبروتوكول الرئيسي للانترنت هو ما يعرف ببرتوكول ضبط الارسال/ بروتوكول الانترنت TCP/IP ) ) ، فبرتوكول الانترنت IP  هو مجموعة القواعد التي تشكل الاساس لكل اتصال عبر الانترنت ، بينما يستخدم بروتوكول ضبط الارسال TCP في معالجة الكم الكبير من البيانات ولمعالجة الحالات التي تتلف فيها البيانات المنقولة ، أما البرتوكول المجمع TCP/IP هو البروتوكول المختار في اغلب شركات الانترنت في الوقت الحاضر . وتعد البرتوكولات اوسع واهم الموضوعات التي تمثل مستقبل التطور لشبكة الانترنت وطريق المعلومات ، ويشهد العالم يوميا منجزات جديدة في ميدان ايجاد برتوكولات تسهل نقل البيانات وتبادلها وليس فقط في هذا الحقل انما ثمة بروتوكولات لأمن البيانات ونقل البيانات المشفرة واخرى لعمليات النشر تبعا لطبيعة النص المنشور ، وترتبط البروتوكولات بلغات البرمجة ويرتبط بها وضع لغات جديدة تتناسب مع الاغراض المرجوة من استخدام الانترنت  فالاعمال - على سبيل المثال - جرى تطوير سلسلة بروتوكولات ولغات برمجة خاصة بها وذات الامر بالنسبة لوسائل نقل البيانات في المواقع المالية وغير ذلك .

ويعد النموذج المالي للانترنت العامل الذي اتاح ان تصبح تكلفة استخدامها رخيصة ، يعد في واقع امر احد اكثر جوانبها اثارة للاهتمام . فبدل ان يستخدم الهاتف على اساس الوقت والمسافة ( محلي - دولي ) فان مزود الخدمة او المؤسسة التي تستاجر خطا هاتفيا(Leased Line  ). يتفادى من خلال استئجار الخط هذه الكلف وتتاح له استخدام الخط كل الوقت لكلفة ثابتة  أي يصبح لديه خط تليفوني مخصص للمكالمات فيما بين الموقعين ، وبطبيعة الحال ليست هناك رسوم طبقا لعدد المكالمات بالنسبة للخط المستأجر .

ويتألف اساس الانترنت من حزمة من هذه الخطوط المستأجرة والموصلة معا من خلال نظم تحويل تمرر البيانات (13) . يتم توفير الوصلات بعيدة المدى للانترنت في الولايات المتحدة بواسطة خمس شركات ، تستأجر كل منها مجموعة خطوط من شركات المواصلات السلكية واللاسلكية . ولقد اصبحت تكلفة الخطوط المستأجرة - منذ انقسام شركة AT&T  الى عدة شركات - تنافسية للغاية ولان حجم حركة السير على شبكة الانترنت ضخم جدا ، فان هذه الشركات الخمس تحقق شروط الاداء المجزي بأقل رسوم ممكنة ، وهو ما يعني انها تنقل عرض نطاق ترددي ضخم جدا بتكلفة رخيصة للغاية . وتعبير (عرض النطاق الترددي ) ( او السعة النطاقية )Bandwidth  يشير الى السرعة التي يمكن ان يحمل بها خط ما المعلومات الى مجموعة موصلة من الاجهزة . ويعتمد عرض النطاق الترددي ، جزئيا على التكنولوجيا المستخدمة في ارسال واستقبال المعلومات . وشبكات التليفونات مصممة على اساس توفير وصلات خاصة ثنائية الاتجاه بعرض نطاق ترددي ضيق . وتمثل التليفونات اجهزة ( تناظرية ) Analog متصلة بمعدات شركة التليفونات بواسطة تيارات تموجية ، مناظرة لترجيعات الاصوات . وعندما تتم ( رقمنة ) الاشارة الصوتية عن طريق شركة تليفونات بعيدة المدى ، فان الاشارة الرقمية تحتوي على آلاف ( البتات ) - تتزايد يوما بعد يوم - من المعلومات في الثانية الواحدة (14).



" وتتمثل احد السمات التقنية للانترنت - التي تشهد تطورا مستمرا يخلق في الوقت ذاته تحديا جديا يواجه الانترنت -  بالكيفية التي تتم فيها معالجة المحتوى  السمعي ( بما في ذلك الصوت ) ، والمرئي على وجه التخصيص. " فالتكنولوجيا الاساسية للانترنت لا تضمن ان تنتقل البيانات من موضع الى اخر بمعدل ثابت من السرعة . اذ ان كم الازدحام داخل الشبكة هو الذي يحدد مدى السرعة التي ترسل بها الحزم الصغيرة للبيانات  ( او حزيمات البيانات ) PACKETS   وقد اتاحت مجموعة متنوعة من الاساليب الحاذقة امكانية نقل بيانات سمعية ومرئية عالية الجودة ثنائية الاتجاه ، لكن الدعم السمعي والمرئي الكامل سيتطلب احداث تغييرات ملموسة في الشبكة وهو ما ستشهده احداث المستقبل القريب من عمر الشبكة (15) .

ان شركات تقنية المعلومات تركز في هذه المرحلة على الاستثمار الافضل للاتصالات الرقمية للوصول الى الشبكة واستخدامها ، وفي هذا الاطار يجري تطوير وتفعيل الانترنت اللاسلكية  Wireless Internet والموضعية Local اضافة الى الانترنت المرتكزة على الالياف البصرية Optical Internet والاعمال الالكترونية المرتكزة على الانترنت E-Business وابداعات اخرى كثيرة - كانظمة تستخدم تقنيات الذكاء-(16) تستهدف كلها توسيع النطاق الترددي للبيانات المنقولة عبر الانترنت على امل الوصول الى نطاق لامتناهي وسعات غير محددة  باطر او مقاييس .

يوما بعد يوم تتغير الانترنت ، اللغات والبروتوكولات وانماط النشر والتصفح وغير ذلك ، كيف لا وهي بيئة لتبادل كل المعارف ووحدها تمثل اشمل اطار تنافسي للابداع سواء بين الافراد او المؤسسات.



1-3-3  الانترنت - الخدمات الاساسية والشهيرة



توفر الانترنت من حيث الاساس البريد الالكتروني وما اتاحه من تبادل الملفات بانواعها  ، وتصفح قواعد البيانات ، ومنتديات الحوار . ونبدي هنا ان تفهم الابعاد التقنية لهذه التطبيقات   ضروري للوقوف على ما يتصل بهما من مسائل قانونية اهمها السرية والموثوقية وحجية التعاقد عبر البريد الالكتروني او من خلال موقع الانترنت .



 1-3-3-1 بالنسبة للبريد الالكتروني :-



فان العديد من الناس في الوقت الحاضر  ، في العمل ، الحكومة ، التعليم الخ ، يستخدمون البريد الالكتروني اكثر من الهاتف للاتصال مع زملائهم ، وعلى صعيد الحياة الخاصة فهناك كثيرون يستخدمون البريد الالكتروني كطريقة سريعة وغير مكلفة للبقاء على اتصال مع اصدقائهم وعائلاتهم المنتشرين في العالم . وبالرغم من ان البريد الالكتروني اصبح موجودا منذ سنوات تشكيل الانترنت ، فقد شاع البريد الالكتروني اولا على الشبكات المناطقية المحلية .

وانظمة البريد الالكتروني المعتمدة على الشبكات LAN تتيح للاشخاص المتواجدين في المكتب حل مشاكلهم بدون عقد اجتماعات ، والاتصال بدون ازعاجات المذكرات الرسمية ، وفي الوقت الحاضر تم استبدال انظمة البريد الالكتروني للشبكات LAN ببرمجيات العمل وبرمجيات الملقم للبريد الالكتروني المستخدمة على الانترنت العامة ، منشأة معايير معتمدة على القاعدة العريضة من المستخدمين تجعل البريد الالكتروني اسهل للجميع(17).

لقد اصبح متاحا من خلال البريد الالكتروني ان يرسل أي انسان الى أي انسان اخر رسالة لاغراض تجارية او تعليمية او حتى لمجرد التسلية ، وهي رسائل مكتوبة او ملفات صوتية وفي احدث تجلياتها تبادلات مرئية بين المرسل والمستقبل تخرج عن نطاق البريد الالكتروني الى نطاق ما يعرف بالاتصال الفيديوي .

وفكرة البريد الالكتروني تقوم على تبادل الرسائل ( وتشمل الفايلات والرسوم والصور والاغاني والبرامج الخ ) عن طريق ارسالها من المرسل الى شخص او اكثر ( يمكن ان ترسل في نفس الوقت الى عدد غير محدد من المستخدمين ) وذلك باستعمال عنوان البريد الالكتروني للمرسل اليه . والبريد الالكتروني في الوقت ذاته صندوق شبيه بصندوق البريد العادي ، مع فارق ان فيه توجد الرسائل المرسلة اليك  وتلك التي سبق لك ارسالها والرسائل التي الغيتها ونماذج عامة لصيغ الرسائل اضافة الى قائمة بالعناوين البريدية التي تضيفها او تنشئها في صندوقك حتى لا تعود في كل وقت لطباعة العنوان من جديد . وتتم عملية الارسال بان يدخل المشترك الى موقع البريد الالكتروني ويصدر امرا بانشاء رسالة جديدة ، ويقوم بكتابة عنوانه ( وعادة ما يكون العنوان مخزنا اضافة للوقت والتاريخ  ) ويكتب عنوان المرسل اليه او اليهم ، وموضوع الرسالة ، ثم يشرع بطباعة رسالته ، وقد يلحق بها احد الملفات المخزنة مسبقا في نظامه او يلحق بها برنامجا او ملفا صوتيا او موسيقى او غيرها ، ثم يصدر امر الارسال ، وما هي الا ثوان معدودة وتنتقل الرسالة الى نظام الشركة التي يتبع اليها المرسل اليه ، وبدوره ينقلها فورا الى المشترك المعني المحدد في العنوان ، وما ان يفتح المرسل اليه صندوق بريده ويطلب جلب الرسائل المرسلة اليه من نظام الشركة التي يتبعها او من النظام الذي يخدمه او يرتبط به حتى تصله الرسالة المرسلة ضمن قائمة يظهر فيها اسم المرسل والموضوع وتاريخ الرسالة وحجمها وما اذا كانت تتضمن ملفا ملحقا ام لا ، بعد ذلك يمكن للمرسل اليه فتح الرسالة واستعراضها وقراءتها وطباعتها على الورق ان اراد او حفظها في ملف معين او الغاءها بعد قراءتها ، ويمكنه ايضا الغاءها ابتداءا من القائمة قبل فتحها ، وبالعموم له ان يجري ما شاء من العمليات التي يمارسها عادة على أي ملف اعتيادي في حاسوبه.

ويتم ارسال(18) رسالة من كمبيوتر المرسل الى الكمبيوتر الخادم التي يوجد به صندوق البريد للمرسل اليه ، فتنتقل الرسالة من كمبيوتر المرسل بعد ان تكون قد حددت عنوان المرسل اليه الى الكمبيوتر الخادم ومن هناك تنتقل على نحو مباشر او غير مباشر الى أي خادم اخر يحتوي صندوق بريد المرسل اليه وعندما تصل الى صندوق بريد المرسل اليه عبر الشبكة الهاتفية او الشبكة الكمبيوترية التابعة لشركة ما ، فان المرسل اليه المرتبط بالخادم سيكون قادرا على استرجاع محتوى صندوقه من الرسائل واستعراض الرسالة المرسلة اليه وقراءتها وتخزينها في نظامه ان اراد او الغاءها او طباعتها على الورق او غير ذلك ، ويسمى الاسترجاع التحميل التحتي  Downloading   ، وترسل الرسالة ابتداءا الى شخص واحد او اكثر وربما الى عشرات الاشخاص في ذات الوقت كما ان مستقبلها يمكنه اعادتها الى المصدر او ارسالها الى جهات اخرى بذات محتواها او مضافا اليها ردهه عليها او ملاحظاته بشأنها ، وبإمكان المرسل وكذلك المستقبل وضع الرسالة على ما يعرف بلوحة النشرات الالكترونية وهي الموضع التي توضع فيه الرسائل ليقرأها أي شخص ، وعادة ما تكون هذه النشرات وسيلة خدمة لجماعات ( تسمى جماعات الاخبار او تسمى الجماعة الواحدة باسم نشرة معينة او مسمى معين )  .

لقد شهد البريد الالكتروني ثورة في وسائل تنظيمه وارساله وربطه التفاعلي بوسائل التقنية الاخرى ، فتم تطوير البريد الالكتروني الصوتي الذي يمكن من خلاله ترك رسائل صوتية او استقبال رسائل مكتوبة بشكل صوت ، وجرى ربط البريد بمواقع الشركات عبر الانترنت لتسهيل عمليات الارسال والاستقبال اثناء الوجود على مواقع الانترنت ، وطورت تقنية استقبال البريد الالكتروني بواسطة الكمبيوترات المفكرة المحمولة باليد وأيضا عن طريق الهاتف النقال كنصوص مكتوبة او مسموعة مع امكانية التحويل من شكل الى اخر بينها الى جانب التطور الهائل في تقنيات تنظيم وادارة صندوق البريد الالكتروني وربطه بقوائم الزبائن والجهات المرسل اليها البريد بانتظام وتنظيم عناوينها داخل برنامج الارسال الخاص بالمرسل  واستخدام وسائل الامن والحماية التقنية لرسائل البريد الالكتروني في كافة مراحلها بما في ذلك التشفير وفك التشفير وتوثيق مواعيد الارسال والاستقبال والتحميل وغير ذلك  وتكون في بيئة البريد الالكتروني المجموعات الاخبارية والشبكات الاخبارية اما العامة او المتخصصة ، كمجموعات الطيارين والصحفيين والقانونيين ومجموعات مكافحي المخدرات او مجموعات التسوق لسلعة معينة او مجموعات مكافحة الفيروسات او غيرها ، ومن خلال المجموعات الاخبارية يمكن استرجاع وتحميل كل الرسائل المتعلقة بموضوع ما او جزء منها او كل الرسائل الحديثة او رسائل شخص معين .

ورسالة البريد الالكتروني في شكلها الاعتيادي تتضمن بيان الجهة المرسلة      ( المرسل ) والجهة المرسل اليها ، وتاريخ الرسالة وحجمها مقيسا بوحدات التخزين ، وموضوعها ان حدد المرسل لها موضوعا ، ومن حيث المحتوى تتضمن مادة مكتوبة او صورا ويلحق بالرسالة ما شاء المرسل من ملفات مكتوبة او وثائق او افلام او برامج او ملفات صوتية او غير ذلك .

ولا تتطلب رسالة البريد الالكتروني ارسالها من كمبيوتر المرسل الخاص او باستخدام اشتراكه الخاص لخدمة البريد الالكتروني او خدمة الانترنت ، بمعنى انها قد ترسل من أي جهاز الى أي خادم وبأي اشتراك كما يمكن ان يضمنها المرسل اسمه الحقيقي او اسم مستعارا او اسم لشخص اخر او يستخدم عنوان البريد الالكتروني لشخص اخر فيرسل الرسالة باسمه . وهي في صورها الاولية رسالة غير موقعة ، لكن التطور التقني اوجد العديد من وسائل توقيعها وربطها بشخص مرسلها ، وقد ارتبط التوقيع اساسا بحل مشكلة التثبت من شخص المرسل لكشف عمليات استغلال البريد الالكتروني في انتحال اسماء الغير ونسبة رسائل لهم لم يتم ارسالها من قبلهم .

بقي ان نشير - قبل التمثيل على نمط عنوان البريد الالكتروني - ان شيوع استخدامه الواسع يرجع الى سهولة الارسال والاستقبال وقصر الوقت المتطلب لتحقيق ذلك وانخفاض الكلف والقدرة على ارسال وثائق بمئات الصفحات او ارسال آلاف من الرسائل في الوقت ذاته لاشخاص في شتى بقاع الارض او تنظيم وقت ارسال الرسائل الكترونيا بحيث يمكن للنظام ارسال العدد المطلوب من الرسائل وحده في الوقت المعين له من قبل المرسل وبحسب قائمة العناوين المنظمة سلفا ، عوضا عن القدرة على ارسال المواد باي لغة مستخدمة ما دام النظام قادر على قراءتها و ارسالها بصورة نصوص مكتوبة او ملفات صوتية واستقبالها بهذه الصورة او تحويلها من صورة لاخرى .

واما عن عنوان البريد الالكتروني فيتكون في جزئه الاول من اسم المستخدم ( مثلا  Arab او law office )  ويجيب عن السؤال ( من ؟؟ ) يتبعه اشارة @ وتلفظ بالعربية ( آت ) وتجيب على التساؤل ( اين ؟؟ ) ثم يتبعها اسم الشبكة او الشركة او الموقع الذي يزود بالبريد الالكتروني او يوجد فيه البريد الالكتروني ( مثلاnets  او hotmail ) ويمكن ان يضاف اليها صفة الشركة او الموقع ( com  مثلا ) او الدولة ( jo   مثلا ) .



1-3-3-2 تصفح قواعد البيانات



اتاحت الانترنت - وهذا هو مفهومها الشائع واشهر تطبيقاتها العملية - تصفح قواعد البيانات عبر شبكة الويب ، ويشير تعبير الويب الى (النسيج عالمي الانتشار  world wide web  ) وتختصر الى www ) اوweb  ) ويسبق الاختصار www عناوين المواقع على شبكة الويب ، ويشير الى مجموعة من الخوادم ( انظمة الكمبيوتر الخادمة ) المتصلة بالانترنت التي توفر صفحات من المعلومات ، فعندما يتصل الشخص بواحد من تلك الخوادم تظهر شاشة معلومات تتضمن صفحات من النصوص المكتوبة او الصور او الافلام او الملفات الصوتية اضافة الى معلومات عن الجهة صاحبة الموقع ووصلات وروابط الى مواقع اخرى وقد تكون صفحة الموقع مخزنة في الخادم نفسه او في أي كمبيوتر خادم على الانترنت ، وعادة ما تبدأ المواقع في الصفحة الرئيسة الخاصة بالشركة او المؤسسة او الفردي صاحب الموقع متضمنة فهرسا بالمحتوى يمكن من خلاله للمستخدمين الوصول الى بقية صفحات الموقع بمجرد الضغط بالماوس على الوصلات المتوفرة التي عادة ما تظهر بلون مختلف وتكون محفزة ، بمعنى ان مجرد وضع اشارة الماوس عليها يشعر بانها رابط لصفحة اخرى ( تتحول اشارة الماوس الى اشارة اليد) ، ويتيح التصفح لمواقع الانترنت برامج تعرف بالمتصفحات وبدونها لا يمكن انجاز عملية التصفح وقد تطورت متصفحات الانترنت الى نحو غير عادي ، بحيث تتيح سهولة الانتقال من نص الى اخر واجراء علميات التحرير عليه وتخزينه وطباعته وتخزين المواقع المفضلة والهامة لمتصفح الانترنت وغير ذلك من الخدمات العديدة ، واشهر المتصفحات التي لاقت انتشارا عالميا ، ( متصفح نتسكيب ) ، ومتصفح ( اكسبلورر ) وقد ادى التنافس الحاد في حقل المتصفحات الى توفيرها للمشتركين مجانا .

وقواعد البيانات في هذا المقام ليست مجرد المعلومات النصية ، انها مواقع المعلومات المتعلقة بالمتواجدين على الانترنت من الافراد والادباء والكتاب والمهنيين الى المؤسسات والهيئات بانواعها ، الاهلية والتجارية والحكومية ، وتتضمن قواعد البيانات ادلة ومواد مكتوبة وصورا واعلانات ونماذج خدمات وغيرها ، انها تشمل كل شيء من حيث محتواها ، متعلقا بكل شيء على اتصال بالنشاط البشري .

وقد شهدت برمجيات التصفح تطورا مذهلا ، نقلتها من القدرة على تصفح المواقع النصية الى المواقع التي تضم وسائل الوسائط المتعددة ، بما يتيح القدرة على الوصول للمعلومات ايا كان شكلها ، كما اتاحت المتصفحات الاطلاع على المواد وتحميلها واسترجاعها بالشكل الورقي ، واتاحت النسخ منها كليا او جزئيا واعادة اللصق ضمن فايلات ووثائق المستخدم ، واتاحت تنزيل البرامج والموسيقى والصور وغيرها ، واصبح التصفح سهلا في ظل خوادم الادلة ومحركات البحث ، بحيث اتيح للمستخدم الدخول الى محركات بحث وبوابات فهرسة(19) ترشد المستخدم الى المواقع التي يطلبها تبعا للمواضيع التي يرغب بتصفحها ، وثمة استراتيجيات بحث عبر الانترنت جعلت منه علما ، لكنه بكل الاحوال ليس علما صعبا وتدرب عشرات المحركات على آليات البحث المناسبة التي تتيح للمستخدم الوصول الى المعلومات التي يطلبها بشكل دقيق ومحدد .

ولانهاء مشكلات العناوين الكثيرة ،  ومشكلات الرجوع للعناوين المفضلة ، اتاحت المتصفحات وبرمجيات عديدة لادارة استخدام الانترنت ، القدرة على تنظيم قوائم العناوين المهمة ، فالقانوني الذي يستخدم الشبكة ، قد ينظم مواقع القانون المدني وحدها ، وينظم عناوين القواميس القانونية ، او ينظم مواقع القرارات القضائية وهكذا . وقد تكاملت ادوات تنظيم الاستخدام ليلحق بها انشاء قواعد خاصة بالمستخدم لتنظيم عمله ومواعيده واتصالاته واشتراكاته وغير ذلك (20) .

 

1-3-3-3  منتديات وجلسات الحوار والمجموعات الاخبارية والنشرات الاعلانية  



انت مع الاخرين في كل وقت ، بالصوت والصورة وتبادل الرسائل ، مجموعات من الاشخاص يتواجدون معا ويتبادلون الحديث في كل شيء عبر تقنيات الدردشة والحوار على الخط (    ( Chatting مجموعات متجانسة احيانا من المهتمين بشان ما يتبادلون المقالات والمواد والاخبار والمعرفة فيما يخدم الشان موضوع منتداهم ، لوحات اعلانية على الخط في شان ما يضع كل من له علاقة بالشان وجهة نظره او معلوماته فيها ، انه توجه نحو بناء المجتمعات الافتراضية .



تخيل كم من الوقت سيصرف ان فكر مجموعة قانونيين مهتمين مثلا بشؤون التامين ويرغبون بانشاء جمعية تضمهم ، كم من المال سيصرف لو اردنا ان تكون عضوية هذه الجمعية عربية وليست محلية ، ماذا لو اردناها دولية .. انها في العالم الحقيقي مقيدة بمعيقات كثيرة بل واحيانا يصعب انشاؤها لاعتبارات قانونية . اما في الواقع الافتراضي ، فانها امر ميسور .

قبل ثلاثة اعوام اطلق احد رجال القانون الجنائي في جامعة ايطالية دعوة لانضمام المهتمين بالعدالة الجنائية الى مجموعة حوار او مجتمع قانوني للمعرفة الجنائية ، لم تمض اشهر حتى ضم منتدى الحوار ( في شكله الاول) اساتذة جامعات ومحامين ورجال قضاء ورجال ضابطة عدلية من اكثر من 79 دولة ، وشيئا فشيئا انتقل الحديث العام الى انشطة عبر الشبكة واجندات لمواضيع كل يدلي فيها بدلوه ويقدم ما لديه من مواد مكتوبة ، انها الان اكبر مجتمع للعدالة نشا عنها حجم  كبير من المعلومات القانونية والفنية في الحقل الجنائي . وذات الامر يقال على مئات منتديات الحوار العلمية والهندسية ومنتديات مكافحة الجريمة او نمط منها ومنتديات الفنون وغير ذلك من المجتمعات المتخصصة .

ربما الشائع ليس منتديات الحوار المتخصصة ، وصحيح ان الشائع منتديات الحوار العامة والمفتوحة للدردشة الشخصية (21) واحيانا للموضوعات غير الهامة اطلاقا ، وصحيح ان منتديات الحوار في حالات كثيرة اضاعة للوقت الفعلي لاستغلال شبكة الانترنت في مسائل مقيدة ، لكن الهذر ينتهي ، وستجد من يوجه ساحات الحوار ومنتدياته الى مجتمعات ذات فائدة ، مجتمعات تستغل الكلفة المنخفضة لاستغلال الانترنت والكفاءة الاتصالية العالية والقدرة على تبادل المعلومات بكل صورها والقدرة على اللقاءات الشخصية بالاجتماعات الحقيقة لتوجه الى بحث موضوعات اكثر شمولية تخدم المتخصص في تنمية معارفه ومهاراته .

لا ارغب ان انقل تجربة شخصية حين اقول انني ممن دعا مبكرا الى وقف هدر استغلال الشبكة والابتعاد عن منتديات وجلسات الحوار التي لا تضيف للمعرفة شيئا وليست اكثر من ثرثرة وإضاعة للوقت ، لكنني في الوقت ذاته اقول ان العضوية في مجموعات متخصصة من المنتديات ، كالعضوية في منتديات القانون والتقنية ساهم في ان تكون حجم مشاركاتنا الدولية في موضوعات هذا الكتاب وهذه الموسوعة اكثر بكثير مما نشر لنا في الوطن العربي رغم الرغبة العارمة لدينا بمشاركة الاخرين المعرفة وتبادلها معهم بكل اشكالها (22)



1-3-4 الانترنت - المحتوى المعلوماتي والفائدة



الانترنت - الشبكة العالمية - الاكثر شعبية ، اصبح لها تأثيرها على التعليم والعمل والاتصالات الشخصية وكل شيء  (23)  واصبح بامكان كل شخص ان يكون ناشرا فاي شخص يمكن ان يقدم افكاره للعالم دون ان يحتاج الى تملك المطابع الغالية او اللجوء الى الناشرين ، وحتى الان فان الشبكة العالمية طريقة سريعة ورخيصة لارسال الرسائل والتخلص من نفقات المكالمات البعيدة ، وهي طريقة عظيمة للبحث عن المعلومات والحصول عليها والحصول على البرمجيات التي يتوفر عدد كبير منها دون مقابل مالي  وعبر الشبكة يمكن مقابلة الافراد والتعرف عليهم ويمكن تبادل المعلومات بكافة صورها واشكالها .

واما عن مواقع الانترنت ، فان فيها ما يرغب كل شخص بالوصول اليه من معلومات بحسب اهتمامه ، المواقع الصحفية للمجلات والصحف الصادرة في مختلف الدول وبمختلف الموضوعات ، مواقع الجامعات والكليات والمعاهد ، المواقع الحكومية ومواقع المراكز البحثية ، مواقع المنظمات الوطنية والاقليمية والدولية البنوك وشركات التأمين والاتحادات والنقابات ، ومواقع المحاكم والبرلمانات والوزارات ، مواقع الشركات التجارية التي تمارس مختلف انواع الاعمال اما كمواقع تعريفية واعلامية للشركات او مواقع خدمات واعمال على الشبكة كالمواقع التي تمارس البيع والشراء وادارة الاعمال وتقديم الخدمات ( التجارة الالكترونية ) الخ . واذا كانت الانترنت قد بدات مسيرة العمل كوسيلة اتصالية تعريفية وتبادلية للمعلومات فانها امست مواقع للاستثمار التجاري في عالم المعلومات ، من هنا نجد مواقع لا تتيح الوصول للمعلومات الا بعد اداء بدل اشتراك خاص ونجد مواقع ليست اكثر من متجر افتراضي على الشبكة يجنى ملايين الدولارات من تقديم الخدمات على الخط كالخدمة الاعلامية او بيع المنتجات  كبيع البرمجيات التي قد تنزل من الموقع الى كمبيوتر المستخدم مباشرة او ترسل له بشكل مادي عبر البريد ، ونجد بالمقابل ملايين الصفحات من الوثائق والتقارير والابحاث والكتب القانونية والعلمية والطبية والهندسية والتقنية وغيرها ، ونجد قواعد بيانات للقوانين واحكام القضاء ، قواميس ومعاجم بمختلف اللغات ، ونجد مكتبات عامة على الخط تتيح قراءة امهات الكتب بل وتتيح طباعتها على الورق وتخزينها على الوسائط الالكترونية او داخل نظام المستخدم . وبذلك فان الانترنت ، دليل اعمال ودليل انشطة وموضعا للبحث العلمي ومكانا للتسوق وبيئة للمعارف ، انها بوابة المعرفة وفضاء اتصالي مفتوح على مصراعيه يزيل الحدود الجغرافية ويربط عوالم متباعدة مكانا.

هذا الفضاء الذي يتسع في كل دقيقة ليحتوي ملايين الصفحات ، بقدر ما يتيح الوصول للمعلومة بقدر ما يخلق اشكالية وتحد في حقل البحث عن المعلومة واتباع اسهل الوسائل للحصول على المطلوب ، ولهذا تطورت الى مدى كبير تقنيات البحث من خلال ايجاد محركات بحث وادلة بحث وفهارس عالمية واخرى متخصصة ، وهناك العديد من محركات البحث العربية لكنها تظل دون مستوى محركات البحث العالمية من حيث سرعة ايجاد المعلومة وسعة نطاق البحث ودقته . ولعل الدرس الذي يخرج به الباحث العربي من استخدام الانترنت وسيلة للبحث العلمي الحاجة المطلقة للصبر والتحدي والقدرة العلمية على استثمار المواقع الجيدة والابتعاد عن المواقع غير الفاعلة  والاهم من ذلك الوصول الى المواقع الموثوقة التي غالبا ما لا تكون مواقع تجارية وانما مواقع للبحث العلمي او مواقع لجهات ومنظمات غير ربحية .

ان الاتجاه نحو عالم المعلومات سمة قطاعات النشاط الانساني المختلفة ، انه اتجاه من اقتصاد الموجودات الى الاقتصاد الرقمي او الاقتصاد الفكري ، اتجاه من عالم الورق الى عالم النبضات والملفات المخزنة في النظم المؤتمتة  اتجاه من النشر الورقي الى النشر الالكتروني  من حماية المال المادي الى حماية المال المعنوي ، اتجاه من العمل التقليدي الى العمل الالكتروني ، ولعل اكثر حرف يستخدم في الاعوام الخمسة الاخيرة من بين حروف اللغة الانجليزية حرف الـ ( e ) ، الدال اختصارا على كلمة الالكتروني - Electronic ، ولا نبالغ ان قلنا انه حرف  ( سمة ) يصف عصرا ، وحرف ذو سحر لا يوزن بالمال بل يوزن المال به ، فالتجارة بما انطوت عليه من سحر الثراء تتحول شيئا فشيئا نحو التجارة الالكترونية                e-commerce والاعمال تتحول شيئا فشيئا نحو الاعمال الالكترونية           e-business والبنوك تتجه نحو e-banking    والتسوق يتجه ليكــون   e-shopping وكتبنا ومراجعنا واوراق عملنا تتجه لتكون  e-books      وe-workpaper وحتى الجرائم فان اخطرها واكثرها تهديدا للامن تلك التي تحمل سمة  e-crime . ان هذه التحولات هي التي تدفعنا الى الدعوة - التي سبق ان اطلقناها في غير مناسبة - الى اعادة بناء استراتيجيات التعامل القانوني مع التحديات المستجدة ضمن مفهوم e-law  .





1-3-5 الانترنت - انترنت 2  (24)



انترنت 2 مشروع امريكي بدأ من خلال اتحاد اكثر من 130 جامعة امريكية مع الحكومة الامريكية وشركات تقنية المعلومات لتطوير تقنيات انترنت متقدمة وتطبيقات عالية المستوى لا يمكن ان تعمل على شبكة الانترنت المستخدمة حاليا . ستقوم الجامعات والمعاهد باستخدام ( انترنت 2) للوصول الى تطبيقات وطرق بحث جديدة مثل تقنية ( Learnnig ) ( وهو برنامج سيتم استخدامه في الفصول الدراسية والتعليم عن بعد ) وكذلك المكاتب الالكترونية والتخيلية وعقد الاجتماعات عن بعد بكفاءة اعلى . بصفة عامة فان الخطة كانت لجعل مشروع ( انترنت 2 ) متاحا للجميع من خلال قدرات عالية مبنية على ثلاث مزايا :

1 - سعة اعلى للوصلة ( Bandwidth ) ، وبالتالي سرعة عالية جدا لارسال واستقبال المعلومات ، وسعة الوصلة هي التي تتحكم في معدل تدفق البيانات الى ان تصل للحاسب الخاص بالمستخدم ، واتساع سعة الوصلة سيؤدي الى امكانية استخدام طرق جديدة لتقديم المعلومات لم نكن متاحة.

2 - تعدد المهام والعمليات Multicasting   ، وتعدد المهام سيعني الكفاءة في توصيل المعلومة الواحدة لعدة اشخاص في نفس الوقت من خلال مهمة واحدة بدلا من ارسالها من خلال مهمة جديدة لكل شخص من الاشخاص.

3 - ضمان وصول المعلومات بكفاءة وانتظامية الاداء :- ضمان وصول المعلومة والتي يطلق عليها ( quality of service - QOS ) يعنى ان المحتويات التي كانت غير قابلة للوصول او تصل بطريقة بطيئة لهدفها عبر شبكة الانترنت الحالية  سيكون مضمونا وصولها لهدفها في الوقت المناسب.

عندما اصدر بيل كلينتون رئيس الولايات المتحدة الامريكية اشارة البدء لتنفيذ مشروع ( انترنت 2 ) في 14 ابريل عام 1998 كان ذلك بغرض الاستخدام الاكاديمي مع وعد للاستخدام التجاري لاحقا .. ولكن لو عدنا بالذاكرة للفترة من 1986 وحتى 1994 والتي ظهر خلالها العديد من التطبيقات التجارية نتيجة للتطور التقني الحادث في هذه الفترة مثل قدوم نظام حجز اسماء المواقع domain system وكذا لغة تصميم صفحات الويب html وظهورا لمتصفحات مثل موزاييك في هذا الوقت .. لوجدنا ان هذا التحول التقني من مجتمع البحث الاكاديمي الى الاستخدام التجاري لم يكن متوقعا حدوثه بهذه السرعة التي حدثت بالفعل ، وهو الامر نفسه المتوق حدوثه مع ( انترنت 2 ) .

ويسمى المشروع الأوروبي لانترنت 2  باسم quantum QMED  والذي يسمح بتبادل المعلومات بين الدول الاوروبية بسرعة تصل الى 155 ميجابايت في الثانية معتمدة في ذلك على تقنية IP  جديدة مشابهة للاصدار 6 الامريكي وتقنيات ATM  المتقدمة و تضم انترنت 2 الاوروبية  QMED   دولا من البحر المتوسط تتمثل في (الكيان الاسرائيلي) واليونان وقبرص وايطاليا ) (25) وتعد تكملة او اضافة لمشروع كوانتم Quantum  الذي تديره شركة دانتي dante الانجليزية (26) .























































2-      العالم الالكتروني - طريق المعلومات السريع



استخدم طريق المعلومات فائق السرعة كاشارة لكل شئ بدءا من الحوسبة الشخصية ، الى خدمات الهاتف المعززة ، التلفزيون التفاعلي (ITV) INTERACTIVE TV والتعلم عن بعد والتشغيل عن بعد وشبكات المعلومات بانواعها ، والشبكة الدولية ( الانترنت ) وما هو اكثر بكثير ، وطريق المعلومات فائق السرعة في جوهره هو الالياف عالية القدرة او توصيلات الكيبل المحوري الى المنازل واماكن العمل ، ولقد كانت الالياف هي وسيلة التغيير في صناعات الاتصالات طوال السنوات العشر الماضية تقريبا والالياف مع الكيبيلات المحورية هي البنية الاساسية لطريق المعلومات  وتقوم وصلة الالياف بنقل الوسائط الاعلامية بأشكالها المختلفة الى المنازل واماكن العمل ، وقد اتاحت خدمات لا حصر لها مثل الدفع لقاء المشاهدة او اللعب والتسوق عن بعد وانهاء الاعمال المصرفية وادارتها عن بعد والتعليم عن بعد ، وغيرها . وسيؤدي بناء الطريق فائق السرعة وربطه باجهزة حوسبة ذكية داخل المنزل ومكان العمل الى وفرة في الخدمات الجديدة والفرص وستصبح اجهزة الوسائط الاعلامية كالتلفزيون والراديو والالات والحاسبات اجهزة متفاعلة ثنائية الاتجاه وبدل التعامل السلبي مع ما تنقله وسائط الاعلام ، ستتاح فرصة تخزين المحتوى واعادة استعراضه والتحكم في الوصول اليه سواء بشأن عروض التلفزيون او الكتب او المجلات او الموسوعات او الموسيقى او غيرها (27) .

ان ثورة التقنية ستلقي بظلالها على كل مشروع وكل صناعة . وقد احتلت اجهزة الكمبيوتر وشبكات الاتصالات موقعا رئيسيا وسط العمليات اليومية لكل مشروع او مؤسسة ، بل يكمن القول انها اصبحت سلاح التنافس الرئيسي في معركة السيادة على السوق ، لقد تحققت الاتمتة في كل شئ ابتداء من سطح المكتب وحتى خطوط التجميع الصناعي فلا يمر يوم الا وتستخدم ماكنات صرف النقود ، وتملا خزانات عربات بالوقود عن طريق مضخات تعمل بالكمبيوتر  ويتم الدفع عند منافذ البيع ( في المتاجر الكبرى وحتى الصغيرة ) بالبطاقات المالية مختلفة الاشكال والانماط ، وتحسب فواتير الثمن باستخدام اشعة الليزر التي تمرر على ( الترميز القضيبي ) الموجودة على السلعة ، وستغير تجليات العصر الرقمي صورة الحواسيب بما ستحدثه من عمليات تفاعلية بين الوسائط الاعلامية وتبعا له سيتغير اسلوب تفاعل عالم المال والاعمال ما بين مؤسسات الاعمال والمستهلكين وما بين مؤسسات الاعمال ذاتها ، وستضطر كافة الصناعات الانتاجية والخدمية كالسياحة والبناء والتأمين والمصارف وغيرها التفكير في احتياجاتها من الخبراء ما دام يمكن للبرمجيات ان تؤدي دور البرنامج الوكيل                 ( SOFTWARE AGENT ) كما يفتح التسوق من المنزل او عن بعد امام بيع التجزئة طرقا جديدة لتسويق البضائع والخدمات ، أما القيام بالاعمال المصرفية عن بعد وخدمات الادارة المالية فستمثل تحديا أمام المصارف والمؤسسات المالية ووسطاء السمسرة والاسواق المالية لجهة اعادة التفكير بحاجاتها الى انشاء فروع ومكاتب حقيقة ، كما يفتح التبادل التفاعلي الفرصة للمؤسسة الحكومية الضخمة بتغير اساليب عملها وخدمة عملاءها من المواطنين بوسائل اسهل واقل كلفة واكثر فعالية ، وستؤدي الوسائط الاعلامية الى تعميم النشر الالكتروني بكل صيغه ، الكتب والموسوعات والافلام والموسيقى والصور وعلى نحو سيخلق تحديا امام جهات الصناعة والانتاج في هذه الحقول لجهة التفكير بالتوائم مع الوسائط التفاعلية وما اتاحته من سهولة ويسر في الوصول للمعلومات .

ان العصر الرقمي يدفع صناع التكنولوجيا ومستخدميها ،  قطاعات الانتاج والخدمات الى اعادة اكتشاف انفسهم وربما اعادة خلق انفسهم ، وسيكون احد اهم عناصر النجاح فهم طبيعة التغير التكنولوجي واتجاهات المستقبل بشأن وسائط تبادل المعلومات الى جانب اعادة النظر في النماذج الشاملة للمشاريع وتقييم عمليات المؤسسات و أدائها والبنية التحتية والتنظيمية والتركيز على رضاء واحتياجات العميل (28) .

ان محاولة حصر محتوى العالم الالكتروني من المسائل الاكثر صعوبة ربما لان كل يوم يشهد مزيدا من التوظيف الجديد للتقنية في ميادين النشاط الانساني وتبعا لذلك تنشأ وسائل جديدة ومفاهيم جديدة ، وفي العجالة التالية سنحدد ابرز محتويات هذا العالم المتغير ، ونلفت النظر اننا لا نقدم في هذا المقام تحديدا تفصيليا للمفاهيم الواردة تاليا وانما عرضا عاما .



2-1 اتصالات رقمية وقرية تفاعلية  :-

الهاتف الخلوي اصبح مألوفا ، وهو ليس مجرد جهاز اتصال ، انه صندوق بريد ووسيلة تصفح للانترنت ، ووسيلة وصول الى المعلومات المالية ، وجهاز رسائل صوتية ونصية وفاكس ، وهو في تطور متتال من حيث الشكل والاداء وحجم الخدمة ، ورغم كل ذلك فانه فتح من فتوح قرية الاتصالات الرقمية التفاعلية .

الاتصالات المرئية - والتي وان كانت وسيلة لعقد الاجتماعات الفيديوية عن بعد - فانها ايضا وسيلة مالوفة الان ، بحيث يشاهد المتصلين بعضهم البعض  يتحاورون ، يتبادلون الرسائل ، لا اثر يذكر فعليا للحدود الجغرافية ، مع تطور متتال في برمجيات ونظم ادارة هذا النمط الاتصالي لتحقيق افضل الفوائد .

الكمبيوتر يرسل الفاكس ، والفاكس على شفى حفرة من الاندثار ، تماما كما كان للفاكس اثره في وضع التلكس على رف المقتنيات القديمة .

مجموعات حوار ومنتديات دردشة ، وقدرة على مخاطبة الآلاف في ذات الوقت عبر البريد الالكتروني وعبر برمجيات ادارة الرسائل المتعددة للآلاف المتلقين في ذات الوقت .

رقم هاتفي دولي واحد ،  وانت موجود اينما كنت في هذا العالم في تصرف من يطلبك ، والأهم من ذلك لديك القدرة على ادارة كل شؤون حياتك عن بعد  ايا كان هذا البعد ، وبالتالي ، ليس ثمة ذات الاهمية للموطن في ادارة الاعمال ، ربما قد لا نرى الان هذا الاثر بوضوح ، لكنه حقيقة قائمة وسيكون - كما تعلمنا الدرس من تطور التقنية المتسارع في اوقات قياسية - امرا شائعا في وقت اقصر مما نتوقع .

ماذا بعد ، الاتصال لم يعد عائقا ، وتبادل المعلومات باشكالها ( نصا وصورة وحركة ) لم يعد صعبا ، لكن الاكيد ان الاتجاه هو دمج كل العمليات والانشطة الاتصالية بانواعها في واسطة واحدة لا بد ان تكون ممن يرتبط بالشخص ويتوفر له في كل مكان وكل وقت ، وان تكون فاعلة وذات كفاءة ادائية متميزة ، ويعد في المرحلة الحالية المساعد الرقمي والهاتف النقال والدمج بينهما ( الهاتف الكمبيوتر ) انتاجا حقق الكثير من هذه السمات وسيحقق في القريب هو ووسائط اكثر فعالية نتائج متميزة في حقل التفاعل الاتصالي وتحويل الجغرافيا الى شيء لا نتحدث عنه كثيرا وربما فقط نذكره اثناء الانتقال المادي بين المناطق في ارجاء هذا العالم (29) .



2-2  المنزل الكتروني :-

ثمة تطور كبير في موجودات منازلنا يوما بعد يوم ، من الانتقال للتكنولوجيات البسيطة الى المعقدة ، من الهواتف السلكية الى اللاسلكية ، من استخدام المفاتيح الى الريموت في كل جهاز ، لكن كل ذلك يظل بعيدا عن فكرة المنزل المؤتمت ، انه شبكة تفاعلية من الاجهزة المرئية والحسية والصوتية الى مدى توفر قدرات استجلاب عالي للمعلومات بكل اشكالها ولكل استخدام ، محورها دفق المعلومات اللامتناهي عبر الانترنت والاقمار الصناعية لاستخدامها وتوظيفها في انشطة العمل المنزلي والتسلية وغيرها ، مع تبسيط وزيادة كفاءة الوصول اليها ، اننا لا نتحدث عن خيال عندما نتحدث عن الثلاجة التي تخبر بالاحتياجات المنزلية وترتبط بالمتجر ، ولا نتحدث خيالا عن آلاف القنوات التي تصلنا عبر وسائط تلفزة تفاعلية ، تجمع تقنيات التلفزة بالتقنية الرقمية ، ولا نغالي للحديث عن المنزل التي تجتاز ابوابه وتعمل اجهزته بالصوت واللمس ، انها تقنيات متوفرة وفي ازدياد وثمة تحد لتوفيرها بكلف مقبولة والاهم من ذلك التوفيق والتواؤم بينها (30).

احد الخبراء الذين التقيتهم في واحد من الانشطة العلمية قال :- ان محور منزل المستقبل هو الشبكة الفاعلة لنقل البيانات وتبادلها التي يتم بناؤها داخل المنزل بذات السهولة والبساطة والضرورة لبناء شبكة خطوط الكهرباء او المياه ، وستعدو الحاجة الى بنى الشبكة التحتية كبيرة تماما كما اصبحنا غير قادرين ولا نقبل التغاضي عن شبكة التدفئة الفاعلة (31) .

 

2-3  موسوعات معلوماتية على الخط :-

ما هو عدد الكتب التي يمكن ان تضمها مكتبتك الخاصة من الموسوعات المعرفية ، ربما ليس الكثير في كل الفروع ، وربما شيء قد ترضى عنه في الفرع الذي يخصك اكثر من غيره ، لكن بالتاكيد ستكون سعيدا ان تكون لديك قدرة الوصول الى موسوعات الاداب والشعر ، وموسوعات الطب والهندسة ، وموسوعات البناء والديكور ، وموسوعات اللغة والصوتيات ، وموسوعات التاريخ والسياسة والجغرافيا ، وكقانوني ، يهمك ان يكون لديك القدرة على الحصول على قواميس قانونية ونماذج عقدية وتطلع على مختلف القوانين والاتفاقيات الدولية وتتمكن من معرفة الحكم القانوني لمسالة ما في امريكا واستراليا وفرنسا ومصر وغيرها .

ثمة موسوعات شهيرة عبر الانترنت (32) ، وثمة مواقع معرفية شاملة ، بعضها مجاني وبعضها الاخر يستخدم لقاء اشتراك شهري او سنوي يقل او يزيد ، لكن على الاقل ادى التنافس في هذا الحقل الى انخفاض كلف الاشتراك الى مدى كبير .

ان ادارة المعلومات فن وعلم معا ، والاستثمار في قواعد المعلومات واحد من سمات العصر الرقمي ، انه احسن تعبير لملامح راس المال الفكري ، والحقيقة ان ما يحكمه ليس مجرد وجود المعلومات على الخط ، وانما كيفية عرضها وسهولة وسلاسة التفاعل معها والمكنات التقنية لادارتها سواء من الجهة التي تقدم الخدمة ام من المشترك او المستخدم الذي يتلقاها ، وهنا يكمن التنافس ، ولهذا ثمة مواقع لا ينقطع الدخول اليها وثمة مواقع اخرى لا تلبث بعد وقت قصير ان تغلق وينتهي وجودها على الشبكة .



 2-4 النشر الالكتروني :-

مع تنامي استغلال الانترنت في نشر المؤلفات والمجلات والصحف بموضوعاتها المختلفة وبصورة رقمية تتيح استعراضها وجلبها اما مجانا او مقابل اشتراك مالي ، نمت وتطورت صناعة النشر الالكتروني الى مدى كثر معه الحديث عن المخاطر المحتملة على صناعة النشر الورقي والطباعة التقليدية . وقد لا تعطي مؤسسات النشر التقليدي اهمية كبرى لهذا التغير اعتمادا على ان السلوك البشري والعادة الاجتماعية اشاعت الرغبة باقتناء المادة المكتوبة اكثر من المادة الالكترونية للنصوص والصور ، ومع ان هذا صحيح الى مدى كبير لكنه ليس صحيحا مطلقا في ظل تغيرات السلوك البشري وانماط الاداء والتوجهات التي يعيشها الجيل الجديد ، السنا نطلق على اطفال اليوم ( جيل الكمبيوتر والانترنت ) كبديل لما كنا نطلقه عليه قبل اعوام قليلة من انه ( جيل التلفزيون والالعاب الالكترونية ) ، اليس اعتياد استخدام اللعبة الالكترونية ساعات طويلة بواسطة الكمبيوتر سيؤدي الى قبوله اكثر في استعراض الصحيفة والكتاب ، الا يدفع انخفاض كلف الوصول للمادة المنشورة الكترونيا قياسا بكلف شرائها بالصيغة الورقة عاملا ضاغطا للتوجه نحو قبول النشر الرقمي ، ما هو موقف المستخدم عندما يعلم انه قادر على الوصول الى عشرة آلاف صحيفة ومجلة في كافة الميادين والفروع وبكل اللغات ، هل سيكون خياره ترك هذا الكنز للاكتفاء بشراء ثلاث او اربع مجلات شهرية والاشتراك بواحدة او اكثر من الصحف اليومية . والاهم  كم يمكن لمساحات العالم الحقيقي ان تتسع للوثائق ان رغبنا بالارشفة ، ما موقفنا حين نعلم ان مكتبة بملايين الكتب مخزنة على مجموعة اقراص يمكن حملها في حقيبة . ان اكبر دليل على ان تهديد النشر الالكتروني للنشر التقليدي امر حقيقي هو ان كبرى مؤسسات النشر اوجدت مواقع لها على الشبكة الى جانب انشطتها التقليدية (33)  ، وكثير من جهات النشر الناشئة حديثا وجدت الشبكة بيئة العمل الخاصة بها فليس لديها مطابع او مكاتب واقعية ، الى جانب اننا اصبحنا نلمس ان كل مرجع علمي يتضمن اليوم قرصا مدمجا او واسطة تخزين تتضمن صورة الكترونية للكتاب او المجلة .

ان النشر الرقمي خيار المستقبل في الوصول الى المعلومة ، ويثير تحديات في نطاقه وفي بيئة الصناعة التقليدية للنشر والطباعة ، واثر النشر الالكتروني دفع الى ولادة صناعة المساعدات الرقمية التي من خلالها يمكن قراءة الكتب على الخط ، وهي اجهزة لا تتجاوز حجم كف اليد ، تتيح الدخول الى مواقع النشر الالكتروني  واستعراض ما يرغبه المستخدم من كتب ومجلات وصحف .

ان الكتاب الالكتروني صيغة متوفرة ويزداد اللجوء اليها عبر الانترنت ، كما ان نشاط بيع الكتب الورقية  ادرك اهمية السوق الافتراضي والقدرة على الوصول الى اكبر عدد من الزبائن (34) .

  

 2-5 تعليم وتدريب الكتروني :-

الشبكة تتجه يوما بعد يوم لتكون وسيلة حياة وليست واسطة استغلال فقط ، في بدايات نشاط الانترنت ، نشات العديد من المواقع للترويج الاعلاني ، كالنشر عن الخدمات الاكاديمية والجامعات والمدارس ومراكز البحث وغيرها ، وشيئا فشيئا ادركت المؤسسات بسبب ما وفرته تقنيات الوسائط المتعددة امكانية استغلال الشبكة لاداء خدمات تعليمية وتدريبية على الخط ، وشهد ويشهد هذا الحقل تطورا رهيبا قياسا بغيره من حقول النشاط على الانترنت .

 آلاف المؤسسات التعليمية (35)  وفرت مداخل لمؤسساتها عبر الانترنت  صفوف دراسية ، جامعات الكترونية (36) ، طلبات على الخط ، اوراق عمل وامتحانات ، تدريب افتراضي يتضمن مواد التدريب والفحوص ، شهادات جامعية عبر الشبكة ، والكثير الكثير في حقل التعليم والتدريب .

والامر لا يقف عند هذا الحد ، ان التقنية اتاحت تحويل الصف الدراسي الى بيئة تفاعلية شيقة  وليس المقصود هنا استخدام الحاسوب من اجل اللعب او لمجرد الدخول الى الانترنت من قبل الطلاب في المدارس ، فذلك ليس توظيفا للتقنية ، انه اقتناء لوسائلها دون استغلال حقيقي ، لكن استثمار التقنية في التعليم المدرسي والجامعي ادى الى استثمار التقنية في كل الفروع التعليمية والتعلم بواسطتها ، المواد داخل نظم الكمبيوتر ، والقراءة والاطلاع وتقديم الامتحان يتم بواسطتها ، والصوت رديف للصورة والنص ، وحتى المدرس او استاذ الجامعة يرتبط بطلابه عبر الشبكة ويكلفهم بالابحاث والواجبات ويتلقى اداءهم  ويقيمه ويتواصل مع طلابه عبر ادوات يدركونها افضل ويتقبلونها اكثر من الوسائل التعليمية التقليدية.

والجامعات - حتى تلك التي لا تقيم تعليما افتراضيا على الشبكة - ادركت ان ما لديها من مخزون علمي ومعرفي يتطلب منها ان توفره للعموم او لطلابها او المجتمعات التي تتصل بها ، فانشات بوابات ومنصات ذات كفاءة عالية تتيح للمستخدم الدخول الى مكتبات هذه الجامعات ومنشوراتها والتجول في ارجائها والافادة من مختبراتها وغير ذلك الكثير ..

ان التعليم اصبح سهلا واكثر فعالية واكثر انتاجية في بناء المعارف وتمليك ادوات المعرفة في بيئة الحقيقة الافتراضية (37) ، اذ متى ما توفر التفاعل بين المتلقي والمادة ومقدمها وتوفرت القدرة لتلقي الاسناد التعليمي والتعامل مع المعلومة باكثر من صورة امكن ازالة حواجز التلقي وتنامي الرغبة في التحصيل .

والتدريب نشاط تاهيلي في حقول مهنية وعملية ، اعتمدت له وسائل عديدة لضمان ايصال افضل المعارف الجدية وتبادل الخبرات بين المشاركين ، لكنه امسى سهلا في البيئة الافتراضية ، بل انه تعدى التدريب في الحقول البسيطة الى اكثرها تعقيدا ، اذ يتوفر على الشبكة مثلا مواقع لتعليم الطيران والتدريب عليه وتطوير وتاهيل الطيارين في حقول جديدة من حقول علم الطيران (38).

والتدريب والتحصيل المعرفي والتطبيقي ليس حكرا على المثقفين والمتعلمين  اذ ترفع المجتمعات والحكومات شعار التعليم المستمر وانشطة محو الامية  وبدورها تقدم الشبكة منصات لتعليم اللغات الاجنبية ومعارف للطباعة والسكرتاريا وادارة المكاتب والعلوم الهندسية التطبيقية والفنون اليدوية وغيرها .



 2-6 توظيف التقنية في النشاط المهني :-

الطبيب في عيادته ، يرتادها المرضى ، يفحصهم سريريا ، ويصف الدواء .. المحامي في مكتبه ، يراجعه الزبون ، يطلب استشارة او يطلب خدمة قانونية  ينفذها المحامي بعد اتمام اجراءات التوكيل . والمبرمج في مؤسسته ، وفقا لطلبات العملاء يقوم بمهام بناء برامج الكمبيوتر لتلبية الاحتياجات المعينة من العميل . وذات الامر يقال عن كل مهني في حقول العلم والفن المختلفة .. هذا هو العالم الواقعي . فماذا عن العالم الالكتروني .



هل تصفحت الانترنت وطلبت من احد محركات البحث مثلا ان يدلك على مواقع ( مؤسسات قانونية - Law Firm  ) ، قطعا لو قمت بالتجربة ستذهل مما ستكون عليه النتائج ، فثمة آلاف المواقع لمؤسسات قانونية ، تتراوح بين صفحات قليلة تمثل بيانا لكادر المؤسسة وخدماتها ، وبين مواقع تتضمن قواعد بيانات قانونية ومنافذ لخدمات واعمال عبر الخط وخارج الخط . وكثير من هذه المواقع ليس مجرد وسيلة اعلان ، انها مواقع عمل ، اذ يمكن ايجاد محام على الخط تطرح عليه استشارة او سؤالا فترد الاجابة ، وهناك نماذج عقود بكل اللغات ولكل الموضوعات عبر الانترنت ، وثمة مواقع لبيع الكتب القانونية واخرى للبرمجيات التشريعية ، ومواقع للربط بكل برلمانات العالم ومكتبات القانون في الجامعات ، ومواقع للصحافة القانونية في فروعها المختلفة ، ومواقع للمحاكم العليا وقواعد لاسترجاع ما ترغب من قراراتها في أي موضوع او فرع قانوني ، ومواقع لخدمات قانونية معينة ، كخدمات تسجيل مصنفات الملكية الفكرية او خدمات الاستعلام عن اسماء محامين ومواقعهم ، وخدمات الوصول الى قواعد المعلومات القانونية في جهة ما . وفي احدث تطور في الحقل التقني ، ثمة مواقع يمكن لاي طرفين ان يعرضا عليها النزاع عبر الخط ويقدما مستنداتهما ( بياناتهما ) الكترونيا ، ويردهما القرار القضائي الكترونيا ايضا ، انها مواقع تسوية النزاع الكترونيا          (E- settlement) ، والاهم من ذلك فانها مواقع تديرها انظمة كمبيوتر ذكية وليس افرادا ، بمعنى انها قضاة او محكمون تقنيون وليسوا بشرا .



هذا في الحقل المهني القانوني ، واكثر منه في الحقل المهني الصحي او الهندسي او في حقول المحاسبة او غيرها ، عيادات على الخط ، طبيب على الخط ، مراكز دواء (صيدليات) ومراكز غذاء وعلاج عبر الانترنت ، انها عالم مهني افتراضي دون مكاتب ودون حاجة للانتقال الى حيث المهني المحترف ، واهم من ذلك ، تغيب في فضائه اهمية اللقاء المادي ليحل محله التعامل الاحترافي المحدد  وتبعا لذلك تغيب اهمية العناصر الشخصية في انفاذ الاعمال لتحل محلها عناصر الكفاءة التي هي في هذا الفرض ، كفاءة الموقع المعلوماتي وفعالية ادائه (39) .





 2-7 التوظيف الالكتروني :-



هل تبحث عمل ؟؟  هل تطلب موظفين لعمل ما ؟؟ هل أعياك البحث وارهقتك مشكلات الوصل للقطاعات المعنية باختصاصك ؟؟  الانترنت تقدم حلولا جادة في هذا الحقل .

ان اللجوء لما يعرف بالتوظيف الالكتروني يساهم في توفير فرص عمل لراغبين ، وحل مشكلات ايجاد الموظفين ، على نحو اوسع نطاقا من الوسائل التقليدية للبحث عن الوظيفة ، وفي هذا الاطار فقد نشات عبر الانترنت مواقع خاصة تعنى بهذا الامر (40)  ، تتيح للمستخدمين فرصة تقديم انفسهم ومؤهلاتهم وطلب الوظائف وتتيح ايضا الاعلان من قبل المؤسسات عن احتياجاتها البشرية  من الموظفين . ولا يقف التوظيف الالكتروني عند حد الاعلان فقط ، بل تتيح المواقع تبادل البيانات وتحليل احتياجات السوق او القطاع المعني وبيان فرص التوظيف ومشكلاته ، وتتيح الفرصة لاظهار عناصر التميز الشخصي ، وتخلق حالة تفاعل بين الوظيفة وأطرافها .

والتوظيف الالكتروني لا ينحصر بجهات ومواقع تتخصص فيه وحده ، بل لا يكاد موقع الاعلاني مميز الا وتجد ضمنه روابط او معلومات بشان الوظائف  صحيح ان كثيرا من هذه المواقع مجانية ، لكن التخصصية منها تتقاضى مبالغ وعمولات لقاء خدماتها . وبالعموم فان ما يتعلق بالتوظيف وطلب الخبراء وتاهيل الموظفين وشؤون العمل ( الادارية والقانونية وغيرها ) اصبحت تحتل مساحة طيبة في العالم الافتراضي . 





 2-8 الاعمال الالكترونية :-

الاعمال الالكترونية E-Business  - عنوان وموضوع الكتاب الرابع من هذه الموسوعة - الاطار الاوسع للنشاط الاقتصادي في عصر المعلومات وعبر وسائل تقنية المعلومات ، وهو الاطار الشامل براينا لموضوعات فرعية اكتسبت شهرة اكثر من تعبير الاعمال الالكتروني ، كالتجارة الالكترونية ، والتسوق الالكتروني ، وتحرير الخدمات ، غيرها .

والاعمال الالكترونية هي توظيف التقنية في الاداء والانتاج وتقديم الخدمة ، وتشمل - بمفهومها الواسع وليس الضيق او الشائع - كافة العلاقات بين اطراف الاعمال ، مؤسسات ومؤسسات ، ومؤسسات وزبائن ، ومؤسسات ووكلاء او وسطاء او شركاء فرعيين ، ومؤسسات وهيئات مشرفة او حكومية ، وهيئات حكومية معا ، وهيئات حكومية ورعايا .

اما من حيث مفهومها الضيق او الشائع  فاننا  نجد الكثير ممن يعارض التصور الشمولي المتقدم لفكرة الاعمال الالكترونية ، فيحصرون الاعمال الالكترونية بعلاقات هيئات الاعمال فيما بينها ، وهم ايضا يخرجون الحكومة الالكترونية من هذا الاطار باعتبار ان علاقات الحكومة ليست علاقات اعمال ( Business ) وانما واجبات وخدمات ، لكننا وفي اطار فهمنا لافرازات عصر المعلومات وما استتبعه العصر الرقمي من اثر على دور الحكومة خاصة بعد سياسات الخصخصة ، وفهمنا للاداء الحكومي بابعاده الخدمية والاستثمارية ، وتنسيق الاداء الاستثماري ، وبسبب تماثل متطلبات واحتياجات بناء الاعمال الالكترونية والحكومة الالكترونية والتجارة الالكترونية ، نجد ان مفهوم الحكومة الالكترونية واقع ضمن المفهوم الواسع للاعمال الالكترونية ، ولا يمنع شيء من تحديد عناصر وخصوصية كل مفهوم لدى تقسيم الاعمال الالكترونية . ووفق المفهوم الضيق ، فاننا نتحدث فقط عن الاعمال ذات الاتصال بالاداء المالي او التجاري او الاستثماري .

وبغض النظر عن هذا التباين ، فالاعمال الالكترونية اعادة خلق لوسائل الاداء الانتاجي والخدمي والاداري والمالي ، انها توظيف متكامل لوسائل الاتصال وادارة المعلومات في مختلف الجوانب الادارية والمالية للاعمال ، واستثمار لقدرات التصميم والابداع وتنفيذ الاعمال الدقيقة في حقل الانتاج، واستثمار للقدرات التبويبية ومكنات المتابعة في حقل اداء الخدمات ورصد رغبات الزبائن ، كما انها واسطة الاداء الفاعل واليسير والمحقق لخفض الكلف وسرعة الاداء فيما يتعلق بعلاقات المنشاة مع الشركاء والمساهمين والحلفاء ومزودي الخدمات من الباطن والموظفين وغيرهم (41) .



 2-9 التجارة الالكترونية :-

ان شبكات المعلومات - وتحديدا الانترنت - مثلت بيئة جديدة للاستثمار في مشاريع البيع والشراء ومشاريع تقديم الخدمات ، انها استغلال لفكرة بسيطة وهي ان زبائن كثيرين على شبكة الانترنت ، وطلباتهم لا تنتهي ، من كل الاعمار والاذواق ، فان تم توفير ما يرغبون من منتجات وخدمات وبسعر منافس ، وبشروط بيع سلسة ، وبخيارات واسعة من المنتجات والخدمات ، صار من السهل ان تحظى بمزيد من هؤلاء الزبائن وتحقق دخلا متناميا ، ثم ما الحاجة الى انشاء المتاجر وتعيين الموظفين فيها وتحمل كلفها واضافتها على المنتج ان كان من الممكن ان يكون متجرك مجرد منصة تسوق افتراضية على الشبكة مفتوحة 24 ساعة تصل الى كافة دول العالم .

اذن ، توفير الكلف ، اتاحة الخيارات العديدة ، السوق العالمية ، الاتجار في كل شيء ودون الحاجة احيانا لراس مال كبير ، هي وغيرها - كما سنعالج تفصيلا فيما ياتي - دوافع التوجه نحو التجارة الالكترونية .

والتجارة الالكترونية قد تكون نافذة بيع لمتاجر ومؤسسات ومصانع قائمة ، تستغلها في تسويق منتجاتها او عرض خدماتها ، وجزء من المنتجات او الخدمات قد يتم تسليمه للزبون على الخط ( المنتجات والخدمات ذات الشكل الرقمي كالبرمجيات والكتب الالكترونية والمجلات الالكترونية ومواد الموسيقى والافلام ، وخدمات الحجز والخدمات السياحية وغيرها ) وآخر قد يتم تسليمه ماديا بعد وقت يحدده الموقع بوسائل الشحن التقليدية .

وقد تكون التجارة الالكترونية مشروعا متكاملا في بيئة الانترنت ، كالمتاجر الافتراضية والمؤسسات الخدمية ذات الوجود الافتراضي على الانترنت دون وجود فعلي على الارض ( بالنسبة للزبون طبعا وليس جهات ادارة الموقع )

والتجارة الالكترونية قد تكون علاقات ما بين مؤسسات الاعمال والمستهلكين او المستهلكين فيما بينهم ، او بين مؤسسات الاعمال فيما بينها ، وفي هذا المقام الافتتاحي نكتفي بالقول ان العامين الأخيرين شهدا - اكثر ما شهدا بالنسبة لمواقع الانترنت - تاسيس مواقع التجارة الالكترونية او اضافة خدمات التجارة الالكترونية على المواقع التي لم تكن تمارس هذا النشاط .



 2-10 المال والبنوك الالكترونية :-

لقد كانت البنوك في الحقيقة ، من اوائل المستخدمين التجاريين للحواسيب الكبيرة في خمسينات هذا القرن ، فاتجهت المصارف للاتمتة حتى لا تغرق في بحر الأوراق المتناهي  ( الشيكات والمستندات المالية والاوراق والوثائق المصرفية ) ولم تقف المسألة عند حد تخزين المعلومات المجسدة للمال والتعامل معها ، بل تجاوزتها إلى مسألة نقل الودائع المالية  وبدأ البحث والتطوير في مجال انشطة نقل المال الكترونيا منذ الستينات ، وانتشر على نحو متسارع شعار مجتمع بلا نقود .

ان الاعمال المصرفية تشهد ثورة في واقعها ، اشعلتها مبتكرات التقنية العالية في مجال الاتصال والحوسبة ( وفق مفهوم التقارب الشامل ) . فجرى الاعتماد على مزودات النقد الالكترونية والبطاقات المالية بانواعها والتي شهدت تطورا وصل حد البطاقة الماهرة او الذكية التي تحتفظ - ضمن شريحة الكترونية متضمنة فيها - على مقادير من المال بعملات مختلفة حسب رغبة المستخدم . كما تطورت انظمة تحويل الاموال والنقل الالكتروني لها ، وشيئا فشيئا يحل المال الالكتروني محل المال النقدي والطرق التقليدية لتبادله . كما شهد العمل والخدمة المصرفية ثورة باتجاه استغلال الكمبيوتر ونظم الاتصال ، البنك الناطق ، البنك عن بعد ، المقاصة الفورية عند مخارج البيع ، التداول الالكتروني للاوراق ، المقاصة الالكترونية بين البنوك . وضمن البيئة الحقيقية - أي العالم الحقيقي - ثمة فروع الكترونية بالكامل لا تشاهد فيها موظفا ، تدير عبر استغلال نظم الوسائط المتعددة والاكشاك كل ما يريده الزبون من خدمات الدفع والسحب والطلبات المصرفية بانواعها . 

وامام نماء الوسائل الالكترونية المستغلة في الواقع الحقيقي ، وامام حاجة انشطة الاستثمار والتجارة عبر الانترنت لتقنيات متقدمة في الدفع وازدياد الاعتماد على البطاقات المالية وغيرها من وسائل الوفاء ذات الطبيعة التقنية  كان لا بد من ضم كل هذه التقنيات وغيرها واعادة تنظيمها ضمن مفاهيم اداء جديدة ليولد البنك الافتراضي او بنك الانترنت او بنك الويب ، وجميعها اصطلاحات دالة على ما يعرف بالبنوك الالكترونية ، انها منصات وبوابات لكافة الخدمات المصرفية والاستثمارية والمالية عبر الانترنت ، في بيئة افتراضية لا وجود فيها للمكان والحدود واللقاء المباشر بالموظف او مشاهدة المال موضوع النشاط ، انها فعلا بيئة الارقام وجدل الاوامر الالكترونية .



 2-11 الحكومة الالكترونية :-

هل الحكومة الالكترونية حاسوب سيحل محل اعضاء الوزارة في مقر مجالس الوزراء فيدير الدولة ؟؟ طبعا لا

هل التقنية ستكون البديل للدوائر والاقسام في جسم هيئات الدولة ومراكزها ؟ طبعا لا

لكن الاكيد ان الحكومة الالكتروني هي اعادة اختراع لطريقة الحكم والقيادة والادارة .

ان فكرة الحكومة الالكترونية تقوم على تشبيك كافة المؤسسات الحكومية وضمها ضمن اطار تفاعلي واحد يستلزم ابتداء اتمتة كل دائرة على  استقلال وربطها معا لتؤدى الخدمة للجمهور عبر الوسائل الالكترونية ، ولتتم الاتصالات بين مؤسسات الحكم عبر ذات الوسائل ، ولتقوم قواعد البيانات مقام الوثائق الورقية والملفات والارشيفات على نحو يتيح سرعة الوصل للمعلومات وسرعة استرجاعها والربط فيما بينها . هذا هو التصور العام لكن في نطاقه تصورات فرعية اخرى كثيرة سنعرض لها في الفصل المخصص للحكومة الالكترونية في القسم الثاني من هذا الكتاب .

وفكرة الحكومة الالكتروني استثمار للوقت والجهد والمال ورغبة بسرعة الاداء باقل وقت متاح ، انها اعادة ادارة للاداء بل خلف للسمات الفاعلة فيه  وهي دون شك وسيلة فاعلة لادارة الوقت ضمن الاستراتيجيات الجديدة للتعامل مع الوقت .

تسجيل الشركات ، تسجيل المصنفات المحمية لدى هيئات الملكية الصناعية او الادبية ، تدقيق الاسماء التجارية القائمة ، تعبئة نماذج الاشتراك الضريبي والضمان الاجتماعي ، اداء الالتزامات المالية تجاه الدولة ، استصدار الوثائق الشخصية وتجديدها ، الاستعلام عن الخدمات الحكومية بانواعها ، وغيرها من العلاقات اليومية بين الجمهور ومؤسسات الحكومة الاتصالات بين الدوائر فيما بينها ، تبادل الكتب اليومية والبريد ، تلقي التعليمات وغيرها من العلاقات اليومية بين هيئات ومؤسسات الدولة .. ادارة العطاءات ، طرحها واستقبال العروض ، المشتريات الحكومية ، استيفاء الرسوم والضرائب ، حتى الطوابع التي تتحول الى سمات الكترونية بديل الطوابع الورقية . .. المحاكم المؤتمتة ، المرتبطة بادارات الدولة الاخرى للاستعلام او غيره ،  كل ذلك مجرد افتتاحية لعصر الحكومة الالكترونية.



 2-12 القرار الالكتروني :-

ليس المقصود بالقرار الالكتروني هنا القرار الاداري الصادر عن جهة ادارية او القرار القضائي الصادر عن القضاء او قرار مجالس وهيئات الادارة في القطاع الخاص فهي في العصر الرقمي ايضا تظل قرارات بشرية وان اعتمدت في التوصل اليها الى ما يمكن ان تقدمه نظم التكنولوجيا في حقل تحليل المعطيات واظهار الحقائق ، لكن المقصود بالقرار الالكتروني ما تصدره انظمة الكمبيوتر الذكية من قرارات في شان ما معتمدة على قاعدة البيانات المدخلة وعلى الاتجاهات المنطقية لتحليل الوقائع والظروف ، وفي هذا السياق تتطور يوما بعد يوم الانظمة الذكية في حقول التسوق والبحث العلمي والترجمة وفي حقول الانتاج الصناعي وتحليل الانشطة على الشبكات وفي حقل امن المعلومات وحماية البيانات وغيرها ، وفي جانب آخر تستخدم الانظمة الذكية في حقل الخدمات على الخط لتتيح للمشترك السؤال وتلقي الجواب آليا دون وساطة بشرية ، على ان يكون مفهوما ان الانظمة تعتمد على الكم الهائل من البيانات المخزنة في قواعد المعطيات التي تعتمد عليها اضافة الى وسائل برمجة وحلول بحق تتيح سرعة الوصول الى المعلومات المرتبطة بسؤال المشترك . ولعل هذا الحقل من حقول تقنية المعلومات لا سيكون الموضع الأهم لابداعات جديدة قد تحيل كثيرا من الافكار الخيالية التي اثارتها افلام الخيال العلمي الى حقيقة .

3   العالم الالكتروني – آثار ومتغيرات ثقافية واجتماعية واقتصادية   



ان وسائل التقنية العالية ، متجسدة في اكثرها شمولا وفعالية – الحاسوب ، خلفت وراءها اثارا ايجابية ملموسة ، بفعل ما احدثته من تغيير – عد ثورة بالمعنى الحقيقي – على النشاط الانساني وشتى قطاعات المجتمع . فقد تحسن الاداء الوظيفي في مختلف قطاعات الانتاج ، الصناعة والزراعة والتجارة والخدمات ، وتوفرت آلية تقصي وتتبع سيل المعلومات المتدفق اللازم لتطوير ونماء هذه القطاعات عوضا عن ادارتها . واتاح الحاسوب تجنب الهدر وزيادة الكفاءة ، وتلاشت – خاصة في الصناعة المعتمدة على الروبوت – مشكلات روتين العمل وملل التكرار ، وتحققت سرعة الاداء وكفاءته في كل ما يتاح معالجته بالحاسوب بدل اليد البشرية والوسائل الميكانيكية ، واحدثت وسائل استخدام تقنية المعلومات – الحاسوب خاصة – في مجال التدريس ثورة حقيقية من حيث المحتوى والاداء  ، وتحققت الفتوحات الرائدة في مجال البحث العلمي بفضل الحاسوب وزاد استخدام الحاسوب في المستشفيات والمختبرات الطبية بصورة واسعة مما حقق دقة النتائج وسرعتها ، وخدم الحاسوب فئات معينة تعاني من صعوبة الاندماج في المجتمع كالمعاقين والكفيفين حيث امكن بمساعدته تطوير حواسيب تحيل النصوص المكتوبة إلى نصوص مسموعة ، وحقق الحاسوب ضغط النفقات في مؤسسات الدولة ومرافقها ، فالاتصالات والكهرباء والخدمات الاخرى امكن مواجهة هدرها والحفاظ على ديمومتها بوسائل التقنية العالية .

لقد اتاح الحاسوب مكنة التخطيط واتخاذ القرار ، والتحكم الافضل بالمصادر والتنفيذ الاكثر كفاءة لشتى انواع العمليات الخدماتية والانتاجية ، هذا كله عوضا عما عرضناه فيما تقدم من استخدامات متشعبة وواسعة خاصة في نطاق التعاملات المصرفية والمالية والخدمية والتجارية والعلمية وغيرها.

واذا كان للتقنية العالية – سمة هذا العصر واداة تقدمه – اوجدت كل هذا وغيره الكثير من الاثار الايجابية ، فان استخدام وسائل التقنية خلف وراءه حزمة معتبرة من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والامنية والقانونية . ولان المقام ليس الوقوف بالتحليل والتفصيل على هذا الموضوع - الذي يبقى محل جدلية واشكالية العولمة (42) ، القبول والرفض - فاننا  نكتفي بالاشارة الى ابرز المشاكل الرئيسة للتقنية  : -



ان البطالة الناشئة عن انهاء الوظائف التقليدية واحلال الخبرات التقنية بدلا عنها ، وغروب شمس الصناعات التقليدية ، والاتجاه إلى الشخصية ، واساءة استخدام البيانات ، وتهديد الخصوصية ، واختراق امن التقنية ذاتها ، وتهديد سرية الانظمة والمشروعات والسيطرة المعلوماتية ، واستراتيجيات التحكم بالشعوب النامية ، وتهديد الاستقرار في البناء الوظيفي والهيكل الاداري للشركات والمؤسسات ، عناوين رئيسة للاثار السلبية التي خلفها شيوع التقنية ونماء استخدامها .

ان تأثير التغييرات التي توجدها تقنية المعلومات لا يقف عند مجالات الاعمال والصناعة بل يتعداه الى التأثير الشخصي على الافراد ، اذ لا بد ان تترك اثرا اجتماعيا شديد العمق ، وستؤثر على انماط السلوك بل والقيم الاخلاقية ايضا . اذ في ظل امكان مراقبة وتنظيم كل حركة الكترونية نقوم بها يصعب الحفاظ على الخصوصية ( الاسرار الشخصية ) ، ويصعب الحفاظ على الاتجاهات الاخلاقية في المجتمع في ظل كل هذه التسهيلات للوصول الى افلام الاثارة والعاب العنف ، ان طريق المعلومات السريع وبقدر ما يحمل من منافع شخصية وجماعية هائلة بقدر ما يطرح تحديات اجتماعية ومخاطر على البناء الثقافي والانساني ِ.

سينشأ اطفالنا في عالم مختلف تماما ، واذا كان الاجداد قد شيدو العالم الصناعي وقادو اول السيارات وشاهدوا اول الطائرات وهي تصعد في الهواء وجلسوا مشدوهين امام اجهزة الراديو الاولى وواكبوا قدوم التلفزيون وربما عاشوا طيران النفاثات ورحلات الفضاء ، فان اطفالنا سيجولون المراكز الالكترونية ، ويشترون ما يحلو لهم بنقود الكترونية ، وسيرتادون المكتبة وهم داخل المنزل وسيمارسون العابهم ويستذكرون دروسهم مع اصدقائهم على شاشة وسيشتركون في المحاضرات عن بعد ، وسيتلقون علومهم من خلال اجهزة الكمبيوتر والهاتف النقال ، وسيتدبرون اعمالهم حول العالم في شركات لا تتطلب منهم الانتقال من المنزل . أما نحن فاننا الجيل الانتقالي ، اننا ولدنا في عصر صناعة الالكترونيات وشهدنا تدفقها الهائل لكننا ربما لم نتعايش مع ثقافتها وان كنا نعايش اثارها ، وثقافتنا تتردد بين الموجودات والمفترضات في حين كانت ثقافة اجدادنا ثقافة موجودات ، وثقافة اطفالنا ستكون ثقافة افتراضات (43) .

ان التقنية العالية في نماء واتساع ، وتجارة وسائلها في تزايد مستمر (44) ، فلقد نمت هذه التجارة في السوق العالمي لسلع تقنية المعلومات بشكل مذهل الا ان هذا السوق يتركز بشكل رئيسي في امريكا واوروبا واليابان وبعض مناطق الشرق الاقصى ، وفي ذلك تركيز للصناعات المعلوماتية بيد دول الشمال الغني تماما كما كان تركيز الثورة الصناعية ، منتجات ومعارف في يد ذات الدول . وهذا التوسع الحاد والنماء المتزايد في وسائل التقنية العالية ، صناعة واستخداما ، يخلف وراءه المزيد من المشكلات الاجتماعية والثقافية.

لقد خلقت صناعة وسائل تقنية المعلومات ثقافة خاصة بها اضحت سمة مميزة لرجل التقنية العالية ، وتتمثل ابرز سمات هذه الثقافة باعلاء قيم الانانية والذاتية على حساب قيم التضامن والتفاعل الاجتماعي . وكما عبر عنها توم فورستر " ان ثقافة التقنية العالية تعلي الأنا اولا على الصالح العام" (45) . وقد افرزت هذه السمات ، العمل المضني لمعظم ساعات اليوم وطوال ايام الاسبوع ، والمنافسة الحادة بين الشركات والمبرمجين للبقاء في موقع متقدم في سوق العمل (46) . ان التكاليف الانسانية والاجتماعية الناجمة عن التقنية كبيرة ومتزايدة ، فالعاملين في هذا الحقل لا يجدون الوقت الكافي – في ظل التنافس التجاري الحاد وفي ظل ما يعرف بادمان الحاسوب الناجم عن استخدامه لساعات طويلة – لا يجدون الوقت الكافي لممارسة حياتهم مع اسرهم بشكل طبيعي ، اذ تقل لديهم الاوقات التي يقضونها مع اسرهم(47).

ومن اكثر المشكلات تناولا في حقل علم الاجتماع ، وفي مجال العلوم التربوية ، المشاكل الناجمة عن استخدام الحواسيب في التدريس ومشكلات شيوع الحواسيب الشخصية لدى الاطفال واثرها على شخصيتهم وثقافتهم. وقد شهدت السنوات العشر السابقة ، اتجاه معظم المؤسسات التعليمية في العالم إلى توسيع نطاق استخدام الحواسيب في التعليم والتدريس لاثرها الهام في ايصال المعلومات وتوسيع مدارك الطلبة ، حتى ان عددا من الدول افردت ميزانيات خاصة في نطاق خطط التنمية لهذه الغاية ، وكان هناك الكثير من الحديث حول ( معرفة الحاسوب ) و ( جيل لوحة المفاتيح ) ، وقد قيل ان معرفة الحاسوب ستأخذ مكانها بجانب القراءة والكتابة والحساب كمهارة رابعة أساسية ، ويحتمل ان تحل الحواسيب قريبا محل الارقام في المدارس . لقد وضعت مجلة التايم في عام 1982 موضوع الغلاف ظاهرة                  ( الميكروكيدز ) – اطفال الحواسيب ،وهو جيل متعلم على الحاسوب يمكث أمام شاشته في البيت اكثر من قراءة كتب اطفال ويعرفون المزيد عن الحواسيب اكثر من ابائهم . ان اغراق المدرس والجامعات بالحواسيب لا يكفي ، ان الالات الجديدة بحاجة إلى برمجيات مفيدة ومعلمين ومدربين وذلك من اجل الاستفادة منها . لقد كانت معظم البرمجيات المصاحبة لغزو الحاسوب الشخصي سيئة للغاية ، وحتى اليوم فان البرمجيات التعليمية لا تزيد عن كونها – في الغالب – العاب فيديو فخمة بقيمة علمية محدودة كما ان بعضها يحوي موادا من الافضل عدم توزيعها على مستخدمي الحواسيب .

ان كثيرا من اساتذة التربية وعلم الاجتماع امثال ( ديفيد بك ) من جامعة سان فرانسيسكو و (ريتشارد كلارك ) من جامعة سترن كاليفورنيا ، و(جو ويزنباوم ) من معهد ( MIT ) التقني ، قلقون من ظاهرة مدمني الحاسوب – الاولاد الذين اصبحوا مدنين على آلاتهم ( حواسيبهم ) والذين لديهم القليل من الوقت للناس الاخرين - ان هؤلاء المدمنون تقل لديهم مشاعر الاحساس والتفاعل الاجتماعي ، انهم يعتقدون ان الممكن – حسب رأي الأستاذ            ( جوويزنباوم) " ان يحولوا العلاقات الانسانية إلى ورق مطبوع أو لحل سؤال اخلاقي من خلال الارقام وخانات الذاكرة " (48) .

على ان هذه المشكلة يجب ان لا تحد من الاهمية البالغة لاستخدام الحواسيب في التعليم وصقل مواهب الاطفال والشباب ـ على ان يكون مدركا أهداف توظيف التقنية وغاياتها ، ومخطط بشكل سليم للافادة منها في هذا الغرض وليس مجرد اشاعتها كنوع من ( الموضة او التقليعة ) دون ان تحقق ثمار الاستخدام السليم في خلق جيل يدرك اهمية انتاج المعارف لا استهلاكها .

ولعل واحدا من المشكلات الرئيسة لثورة التقنية العالية تعميق الفجوة الهائلة في مجال التنمية بين الدول الغنية والدول الفقيرة ،  فاذا كان الواقع الاقتصادي والاجتماعي افرز واقع الشمال الغني والجنوب الفقير ، فان النقل غير المخطط له والمدروس للتقنية العالية من الدول الصانعة إلى المستهلكة ، وغياب السياسات الوطنية للتقنية المتصلة بالتخطيط الاداري والتنموي لسوق الحوسبة في دول العالم الثالث يفرز واقعا مشابها للشمال الغني والجنوب الفقير ، يمكن وصفه بغنى المعلومات وفقر المعلومات . ولعل هذا ما يدفع الحق في المعلومات إلى موقع الحقوق المؤسسة على التضامن الاجتماعي المنتمية إلى الجبل الثالث لحقوق الإنسان تماما كالحق في التنمية والبيئة النظيفة .

وفي الحقل الامني والقانوني ، فان التقنية العالية خلفت مخاطر حقيقة على الحق في الخصوصية بفعل ما اتاحته من وسائل متقدمة للرقابة على الافراد والتجسس عليهم وجمع ومعالجة البيانات الشخصية المتعلقة بهم واستغلالها في غير الغرض التي جمعت من اجله ، كما اتاحت التقنية سلوكيات جرمية جديدة تستهدف حقوق الافراد والمؤسسات ومصالحها ، ووفرت وسائل بسيطة وفاعلة للمجرمين لارتكاب افعال كان يصعب عليهم ارتكابها في العالم الحقيقي ، فالتجسس ، سواء الامني او الصناعي ، امسى يسيرا في ظل القدرة على اختراق نظم المعلومات التي تعد مخازن للاسرار والوثائق في عصر الاعتماد على التقنية ، واصبح النيل من اعتبار الاشخاص وكرامتهم امرا يسيرا حين يرسل شخص رسالة بريد الكتروني تتضمن احقادا أو مواقف دنيئة فينسبها لمصدرها مستغلا عنوانه البريدي الالكتروني لتصل الى آلاف الاشخاص والمؤسسات دون علم من نسبت اليه او ربما معرفته بالكمبيوتر واستخداماته .  وفي الحقل المالي والاقتصادي ، اصبح من الممكن هدم مؤسسات واعلاء غيرها بمجرد اشاعات تطلق على مواقع المعلوماتية فتؤثر في حركة تداول الاسهم او حركة رواج المنتجات . والاهم من كل ذلك ، ثمة اسلحة جديدة للحروب الكونية ، ووسائل جديدة لهدم الروح المعنوية وربما كسب معارك دامية ، انها حرب المعلومات ، حرب اختراق المواقع واستلاب مقدرات الشعوب ، حرب اختلاق المبررات للحملات العسكرية ، والامثلة في هذا الحقل كثيرة ، سنقف عليها في الموضع المخصص لامن المعلومات ، لكننا في هذا المقام نكتفي بالاشارة الى حرب المعلومات التي استعرت في الشهرين الاخيرين لعام 2000 بين مواقع (الكيان الصهيوني ) والمواقع العربية ( في مقدمتها مواقع حركات واحزاب المقاومة الاسلامية والوطنية في لبنان وفلسطين ) ، انها حروب حقيقة تستخدم فيها القنابل الالكترونية بديلا عن قنابل النابالم والبارود ، انها تدمير للثقافة وسعي لمنع التواصل بين ابناء الامة العربية وهيئاتهم ، ومنع تواصلهم جميعا مع قضاياهم المصيرية ، ولهذا كانت هذه الحروب حروب ادمغة لا اسلحة ، ومن المنشئ للفخر العظيم ان تحقق الكفاءات التقنية العربية والاسلامية انجازات مذهلة في الدفاع عن مواقع المعلومات العربية وفي الهجوم الشرس والمدمر على اقوى مواقع المعلومات الصهيونية ، كمواقع الجيش الاسرائيلي ووزارة  الخارجية والدفاع والجامعة العبرية وغيرها ، لكن هذا لا يمنع نجاحات العدو الصهيوني من الوصول ومن قدرة الوصول - على الاقل نظريا - الى نظم المعلومات العربية بسبب اعتماد نظمنا في الغالب على تقنيات وبرمجيات تتوفر فيها الثغرات الامنية الموضوعة قصدا من قبل المنتجين التي تشارك اسرائيل  بحصة الاسد في مصانعهم وشركاتهم  عوضا عن تصنيع اسرائيل للمنتجات التقنية وتسويقها في البيئة العربية دون رقابة او تمحيص ، ان مخاطر التجسس تعكسها حقيقة ان نظمنا تعتمد معالجات وبرمجيات تشغيل وتطبيقات منتجة في غالبيتها من شركات امريكية -  في مقدمتها ميكروسفت وانتل - فاذا عرفنا ان قيادات من بعض هذه الشركات اقرت عن وجود ثغرات امنية في برمجياتها ومعالجاتها وضعت قصدا ، واذا ما عرفنا ان ذراع العدو الاقتصادي والتحكمي يطال مثل هذه الشركات ، فتصورا في أي حال امني ستكون عليه نظمنا ان لم نمحص وندقق استخداماتنا للتقنية .

ومثل هكذا حروب - حروب المعلومات - شنتها دول ضد دول ـ واستغلت بعض الدول عصابات مجرمي الكمبيوتر المنظمة لتمارس انشطة جرمية تقنية ضد دول اخرى ، ولا ادل على ذلك من عقد الكيان الصهيوني اكبر كمؤتمر لما يعرف بمنظمات الهاكرز (49) العالمية في آذار 2000 الماضي      ( رغم الاتجاه الدولي لمكافحة انشطة الهاكرز ) كما ان امريكا استعملت الوسائل التقنية في حرب معلومات ضد الصين في حقل حقوق الانسان لتبرير مواقفها من الصين وخلق راي عام دولي يساند مواقفها منها .

وتقنية المعلومات اتاحت توزيع وترويج المواد ذات المحتوى غير القانوني وغير المشروع ، كالمواد الاباحية عبر الانترنت ، والمواد التي تنطوي على احقاد واثارة للفتن واعتداء على حقوق الاقليات ، واستخدمت التقنية مخازن آمنة للمعلومات الجرمية للجريمة المنظمة ومراكزها الدولية ، وجرى الاعتماد على التقنية في تيسير اتمام صفقات المخدرات ومضاعفة اخطارها ، وفي انشطة تزييف العملات والمساس باستقرار النقد والعملات الوطنية.  والحديث فيما خلفته تقنية المعلومات من مشكلات امنية وقانونية لا ينتهي ، ولنا فيه عودة في اكثر من مقام من هذا الكتاب ( كتاب جرائم الكمبيوتر ) وبقية اجزاء الموسوعة (50).

هذا قليل من اثار التقنية ، وهي اثار عامة تتصل بكل فتوحها ومنتجاتها ، وبالمقابل فان للحواسيب بذاتها ولكل وسيلة من وسائل التقنية التي عرضنا مشاكل خاصة لا يتسع المقام للوقوف عليها ، فالمكتب المؤتمت - على سبيل المثال ، افرز جدلا واسعا حول الاستغناء عن الوظائف اليديوية وجدلا واسعا ايضا حول المشاكل الصحية  الناجمة عن استخدام الحواسيب ، يدل عليها على نحو واضح تقارير المعهد الوطني للسلامة والصحة الوظيفية في الولايات المتحدة ( NIOSII  ) اعتبارا من عام 1980 التي تعرض القلق المتزايد من احتمال المخاطر البصرية والجسدية والنفسية لمستخدمي المكاتب المؤتمتة . ان عالم تقنية المعلومات لم يكن دائما مشهدا ورديا ، انه ابداع لا جدال ، وتيسير للحياة وقدرة على اختراق عوالمها ، لكنه ايضا ، معاناة قد تتحول الى كوارث ، وما يخفف وطأة المشكلات ، ان بالامكان تجاوز اثارها السلبية ان كان ثمة استراتيجيات وطنية محكمة للتعاطي مع التقنية وتوظيفها ومواجهة تحدياتها .